«صور وجوابات ترامب» فى يد أجهزة أمن «بوتين»

«صور وجوابات ترامب» فى يد أجهزة أمن «بوتين»

المغرب اليوم -

«صور وجوابات ترامب» فى يد أجهزة أمن «بوتين»

بقلم : عماد الدين أديب

كان لقاء «بوتين - ترامب» هو أسوأ أيام حكم الرئيس الأمريكى منذ أن أدى اليمين الدستورية يوم 20 يناير 2016.

لم يحدث فى التاريخ المعاصر، منذ إعلان استقلال الولايات المتحدة حتى الآن وعلى مدى 55 رئيساً حكموا البلاد، أن هوجم رئيس واتهم بالخيانة والتفريط والتنازل عن السيادة مثلما حدث مع الرئيس دونالد ترامب فى الساعات الأخيرة.

الهجوم على الرجل جاء من أعضاء حزبه ومن المعارضة الديمقراطية ومن رجالات الدولة ومن الإعلام بكل اتجاهاته، ومن كبار مسئولى أجهزة الأمن الحاليين والسابقين على حد سواء.

لذلك كان الضغط السياسى والنفسى على «ترامب» وفريق مساعديه هائلاً منذ اللحظة الأولى التى انتهى فيها المؤتمر الصحفى المشترك بينه وبين «بوتين» فى هلسنكى.

ولذلك أيضاً اضطر ترامب -ولأول مرة- أن يعتذر علناً ويصحح ما قال أمام الكاميرات فور عودته إلى واشنطن، وقال إن هناك كلمة لم تُقَل وبالتالى غيرت المعنى، فهو كان يريد أن يقول «ولم لا تقدر روسيا على التجسس» وجاء الخطأ فى القراءة ليعطى المعنى وكأنه يعطى بوتين وإدارته وأجهزته الأمنية صك البراءة من محاولة التدخل الإلكترونى والعبث بتجربة الرئاسة الأمريكية.

هنا أرد على سؤال أحد الشباب الذى قال لى: ولماذا كل هذه الضوضاء الكبرى على محاولة اختراق الروس للفضاء الإلكترونى الأمريكى؟ وعاد وقال: «هذا يحدث يا أستاذ مليار مرة فى اليوم من أشخاص وهيئات وأجهزة فى العالم كله».

وفى رأيى أن هذا السؤال مشروع يستحق الإجابة المتأنية والعلمية.

لابد أن نعرف أن الحروب فى العالم تطورت أشكالها إلى 4 مراحل فى التاريخ، وأننا الآن نعيش فى مرحلة الحرب الخامسة للحروب التى تقوم على 4 قواعد:

1- الذكاء الاصطناعى يدير شكل الحرب وتفاصيلها.

2- الحرب النفسية هى الركيزة الأولى على أساس أن تدمير القدرة النفسية وتماسك الخصم هو الخطوة الأهم من تدمير آلياته العسكرية ومنشآته وأجهزته.

3- تجنب الحرب البرية المباشرة حتى يتم تقليص أكبر عدد من ضحايا الطرف المهاجم وتضخيم خسائر العدو عبر سلاح الجو والصواريخ والقنابل الذكية وأجهزة الليزر والقنابل الكهرومغناطيسية التى تحدث شللاً تاماً فى أجهزة الاتصالات ووسائل التواصل التقليدية السلكية واللاسلكية والإلكترونية.

4- استخدام وسائل التواصل والشبكة «العنكبوتية على النت» فى توجيه مسارات واتجاهات الرأى العام بشكل يعتمد على الشائعة ونصف الحقيقة والدعاية السوداء وتشويه التصريحات واجتزاء المواقف بحيث يتم «طمس الحقائق» وخلق عالم افتراضى جديد ومزور يخدم رؤية وأفكار ومصالح الطرف المهاجم.

هنا، وهنا فقط، يمكن أن نفهم سبب الإصرار الأمريكى على الوصول إلى قاع بئر الحقيقة فى موضوع التجسس على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لأنه يصبح بهذا المفهوم عملاً عدائياً أقوى من قصف مطار حربى أمريكى أو الاعتداء على ميناء بيرل هاربر وتدمير برجى مركز التجارة العالمى فى نيويورك.

ومن هنا أيضاً تحوم الشكوك حول ترامب الذى هاجم تريزا مارى، وأنجيلا ميركل ورؤساء ووزراء اليابان، والصين، وكندا، والمكسيك، ولم يقترب مطلقاً ولو بحرف واحد تجاه بوتين.

لم يتحدث فى مؤتمره الصحفى عن احتلال الروس لشبه جزيرة القرم، ولا التدخل فى أوكرانيا، ولو الاتهام بدس المواد القاتلة المشعة المحرمة دولياً للجاسوس الروسى فى لندن، ولا عن مخالفات حقوق الإنسان فى روسيا، ولا عن فساد النظام الحاكم هناك.

هذا كله يعمق الشكوك بأن هناك شيئاً ما لدى أجهزة الأمن الاستخبارية الروسية على شخص دونالد ترامب منذ أن كان يتردد على موسكو فى الثمانينات.

هذا الشىء أو هذه الأشياء وضعت ترامب تحت السيطرة الأمنية الروسية أى ما يعرف بـ«الكنترول الأمنى».

هذا الموضوع لو تطور سيكون بداية النهاية للحياة السياسية لترامب لأنه لا يمكن لرئيس أمريكى أن يحكم وعليه «صور وجوابات فاضحة فى يد خصومه».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«صور وجوابات ترامب» فى يد أجهزة أمن «بوتين» «صور وجوابات ترامب» فى يد أجهزة أمن «بوتين»



GMT 07:19 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

شكراً لعدم قتل العالم

GMT 07:17 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

GMT 07:05 2023 الثلاثاء ,01 آب / أغسطس

محمد السادس «مخزن» الوضوح السياسي

GMT 06:01 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

ليست لغزاً ولا يحزنون

GMT 05:59 2023 الخميس ,09 شباط / فبراير

الزلزال القادم

GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib