علامات الانقلاب ودلائل الثورة

علامات الانقلاب ودلائل الثورة!

المغرب اليوم -

علامات الانقلاب ودلائل الثورة

عماد الدين أديب

البيان الصادر من الجيش الذى ينفى تماماً رغبة الفريق أول عبدالفتاح السيسى ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية يستحق أن نتوقف أمامه طويلاً بالتحليل والتأمل. إن شائعة أن الفريق أول السيسى هو رئيس مصر المقبل شائعة مغرضة هدفها بالدرجة الأولى محاولة تأكيد أن حركة الجيش فى أحداث 30 يونيو الماضية لم تكن بمثابة انحياز من المؤسسة العسكرية لحركة الشعب المصرى، لكنها معركة شخصية وتعبير عن صراع سلطة يهدف للحصول على مكاسب خاصة. إن محاولة تجريد القوات المسلحة المصرية من أى التزام أخلاقى وتاريخى تجاه شعبها هو عمل مفضوح يهدف إلى تشويه نوايا واتجاهات القوات المسلحة تجاه مصالح وحقوق الشعب المصرى. إن أعظم ما فى دور القوات المسلحة فى العديد من المواقف والتوترات والأزمات التاريخية هى أنها مؤسسة تعطى حياتها بلا مقابل ودون السؤال عن ثمن. فى أحداث 1977 نزل الجيش فى يناير وأعاد الاستقرار ثم عاد لثكناته، وفى أحداث الأمن المركزى عام 1986 كان الجيش بالفعل فى الشارع وكانت الفرصة أمام المشير أبوغزالة لإصدار البيان الأول ولم يفعل. وفى ثورة يناير 2011 تسلم الجيش السلطة بعد سقوط الشرطة وتنحى الرئيس مبارك واستسلم الجيش لتغيير المشير طنطاوى والفريق عنان احتراماً للشرعية. لو كان الجيش طالباً للسلطة ساعياً للحكم، ما كان قد ضيع فرصاً تاريخية كبرى للانقضاض على مقعد الرئاسة بمنتهى السهولة وفى زمن كانت فيه كل الظروف مواتية ومشجعة لذلك. إن أهم ما فى مواقف المؤسسة العسكرية المصرية هى أنها تخلق حالة مميزة وفريدة غير تقليدية لموقف المؤسسة العسكرية تجاه سلطة الحكم فى التاريخ المعاصر وحسب قوالب العلوم السياسية المعتادة. إنه منطق وسلوك الحماية وليس منطق الانقلاب العسكرى، إنها الرغبة فى الانحياز للشعب وليس منطق الصراع على السلطة. إنها مؤسسة تسعى لحماية البلاد عبر الدستور وليس الحكم عبر الدبابة. لو كان مشروع المؤسسة العسكرية هو الانقلاب والحكم لكان الفريق أول السيسى رئيساً ولكانت الحكومة عسكرية ولتم تعطيل الدستور إلى الأبد، وكنا قد شاهدنا قوة الجيش الباطشة ضد المتظاهرين كما حدث فى سوريا الأسد. للانقلاب العسكرى علامات واضحة ومعروفة وهى بالتأكيد ليست ما حدث فى ثورة 30 يونيو.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علامات الانقلاب ودلائل الثورة علامات الانقلاب ودلائل الثورة



GMT 20:34 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

كأنّك تعيش أبداً... كأنّك تموت غداً

GMT 20:32 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ختام المهرجان

GMT 20:30 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المواجهة المباشرة المؤجلة بين إسرائيل وإيران

GMT 20:29 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

صراع الحضارات... اليونان والفرس والعرب

GMT 20:25 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

واجب اللبنانيين... رغم اختلاف أولويات واشنطن

GMT 20:23 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الشرق الأوسط... الطريق إلى التهدئة والتنمية

GMT 20:21 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

على مسرح الإقليم

GMT 20:19 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ضربة إسرائيلية ضد إيران!

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:17 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك
المغرب اليوم - البدلة النسائية الخيار الأمثل لإبراز شخصيتك وأناقتك

GMT 16:05 2018 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

سر غياب الأميرة للا سلمى عن الساحة المغربية منذ يونيو 2017

GMT 05:40 2020 الخميس ,11 حزيران / يونيو

طائرة البحرين تتراجع عن المشاركة في "كأس آسيا"

GMT 14:16 2019 الجمعة ,26 تموز / يوليو

لبنى أبيضار تدخل القفص الذهبي للمرة الثالثة

GMT 11:15 2018 الثلاثاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

نهضة بركان يمدد عقد العربي الناجي حتي عام 2022

GMT 06:40 2018 الجمعة ,20 إبريل / نيسان

ملابس فصل الربيع في خمسة أنماط للشعور بالراحة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib