رام الله تستعيد «زمام المبادرة» وحماس تفقدها، أين «القطبة المخفية»
أخر الأخبار

رام الله تستعيد «زمام المبادرة» وحماس تفقدها، أين «القطبة المخفية»؟

المغرب اليوم -

رام الله تستعيد «زمام المبادرة» وحماس تفقدها، أين «القطبة المخفية»

بقلم - عريب الرنتاوي

يبدو أن السباق بين «المصالحة» و»التهدئة»، قد حسم لصالح الأولى ... ونقول «يبدو» لأن المشهد الفلسطيني بات يتحرك ويتقلب بسرعة غير مسبوقة ... قبل بضعة أسابيع فقط، كان خيار «التهدئة أولاً» قد سجّل بعض التقدم، مع تقدم الوساطات المتعددة لى هذا الطريق، وبالأخص القطرية والأممية ... اليوم، تقول الأنباء والأخبار المسربة، أن خيار «المصالحة أولا»، قد بدأ يحرز بعض التقدم.

قبل بضعة أسابيع، بدا أن الرئيس والسلطة في رام الله، قد تُركا جانباً ... إسرائيل حمّلت عباس مسؤولية تعطيل مسار التهدئة، واتهمته بالسعي لجر إسرائيل إلى مواجهة مع حماس، بل ولوّح قادتها بأنهم سيدفعون من أموال الضرائب الفلسطينية، ما قد يقتطعه عباس من أموال مخصصة للقطاع ... يومها صدرت تصريحات لافتة عن محمود الزهار، بدت فيه معالم الارتياح بادية بين سطورها، لاستعداد إسرائيل القيام بوظيفة «الجابي» لصالح سلطة الأمر الواقع في القطاع.

في تلك الفترة أيضاً، صدرت عن واشنطن، تصريحات مفادها «أننا لن ننتظر عباس إلى ما لا نهاية»، فإما أن يقدم البضاعة المطلوبة، وإلا فإن البحث جارٍ عن بدائل وخيارات أخرى، من بينها ألا تكون السلطة في غزة، حين إتمام فصول المصالحة والمباشرة في تطبيع الأوضاع وإنهاء الحصار وإعادة الإعمار ... لم يبق أحدٌ من رموز إدارة ترامب ذوي الصلة، إلا وأدلى بدلوه في هذا المضمار.

على خطٍ موازٍ، كانت الدوحة تتحرك بنشاط على خط «التهدئة» بين حماس وإسرائيل، وكان الموفد الأممي نيكولاي ملادينوف، يثير غضب السلطة، نظراً لتجاهلها، في مساعيه ومحاولاته التوسط لإبرام صفقة «التهدئة» المنشودة ... بدا حينها أن السلطة على وشك الدخول في أزمة علاقات مع مصر وقطر والمنظمة الدولية، وبدا أن غزة ماضية لخيار «الانفصال» تكريساً لواقع الانقسام، وأن السلطة في رام الله المهددة بالتهميش والتجاهل، قد تواجه تحدي استبعادها عن كل ما يدور في غزة ويحيط بها من مشاريع ومبادرات.
اليوم، يتحول المشهد على نحو درامي ... مصر أبلغت السلطة كما تقول المصادر، بأنها تستجيب لأولوية المصالحة على التهدئة، وأن وجود السلطة في غزة شرط لا بد منه، للمضي قدماً في مبادرة الوساطة بين حماس وإسرائيل، وأن الجهد المصري الذي سار وظل يسير على مساري التهدئة والمصالحة، سيعطي الأخيرة، الأولوية التي تستحق.

تحرك السلطة على أكثر من خط، بما فيها قبرص التي كانت مرشحة لاستضافة «رصيف» لنقل البضائع إلى القطاع، تحت الإشراف الأمني الإسرائيلي، يبدو أنه قد أثمر عن بعض النتائج ... والأنباء تتحدث اليوم، عن تراجع أصاب الوساطة القطرية، وحذر إضافي يهيمن على نشاط ملادينوف ... الأمر الذي يفسر «الارتياح الظاهر» في رام الله، والقلق البادي على ملامح الوجوه في غزة، وعودة قادة حماس إلى نبرة التهديد والتصعيد، على أمل استئناف ما انقطع من خيوط الأوهام والرهانات، على إمكانية حل مشكلات القطاع الإنسانية المتفاقمة، دونا حاجة للسلطة ودونما عودة لحكومتها ومؤسساتها وإداراتها إلى القطاع.

في خلفية هذا «الإنجاز» الذي حققته رام الله، يبدو أن هناك «قطبة مخفية»، جعلت بعض العواصم الدولية والإقليمية، تعود للأخذ بنظر الاعتبارات حسابات السلطة وحساسياتها ... لعل أهمها ما جرى تناقله من أنباء عن اتصالات إسرائيلية فلسطينية، وأمريكية فلسطينية، قد تفضي إلى معاودة اللقاءات بين واشنطن وإدارة ترامب بعد انقطاع ما هو علني منها لأكثر من ثمانية أشهر... فهل يندرج الموقف من عرض «الكونفدرالية» ثنائية كانت أم ثلاثية، في هذا السياق؟!

وفي خلفية هذا «الإنجاز» ما يجري من مشاورات وترتيبات قد تنتهي بقبول الرئيس عباس للقاء الرئيس الأمريكي على هامش الاجتماعات العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن كشف النقاب عن دعوة وجهها ترامب لعباس للاجتماع به في نيويورك.

وفي خلفية هذا «الإنجاز»، ما تردد عن «تبدلات» في مواقف عواصم خليجية نافذة، بالإضافة إلى القاهرة، مبعثها القلق من فرص نجاح «المبادرة القطرية» في إتمام ترتيبات تهدئة بين حركة حماس وإسرائيل، وهو أمرٌ تعده هذه الدول، بمثابة نصر كبير لقطر المحاصرة منذ أزيد من عام، والخاضعة لنظام عقوبات صارم، مشفوع بأوسع وأشمل الحملات السياسية والإعلامية والدعائية المضادة للدوحة.
السلطة التي بدا قبل بضعة أسابيع، أنها «فقدت زمام المبادرة» يبدو أنها بصدد استعادتها، لكن السؤال عن الثمن المدفوع نظير ذلك، ما زال بلا جواب ... وحماس التي بدا أنها نجحت في استثمار «مسيرات العودة الكبرى» لصالح بقائها في السلطة وتفكيك أزمات القطاع المتراكبة والمتراكمة، يبدو أنها بصدد فقدها ... لكن السؤال حول الأثمان التي سيتعين على الحركة دفعها والوسائل التي ستلجأ إليها لاستعادة زمام المبادرة من جديد، ما زال بلا جواب أيضاً ... والأجوبة على كلا السؤالين، واشتقاقاتهما، رهن بتطورات الأيام والأسابيع القليلة القادمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رام الله تستعيد «زمام المبادرة» وحماس تفقدها، أين «القطبة المخفية» رام الله تستعيد «زمام المبادرة» وحماس تفقدها، أين «القطبة المخفية»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 19:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها "ورد وشوكولاتة"
المغرب اليوم - الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها

GMT 04:12 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 00:44 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة ميريل ستريب تتحدّث عن معاناة المرأة بشكل عام

GMT 03:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

"دولتشي أند غابانا" تطرح مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 16:35 2023 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.6 ريختر يضرب شرق روسيا

GMT 10:12 2023 الأربعاء ,10 أيار / مايو

مقتل صحفي فرنسي في قصف روسي في شرق أوكرانيا

GMT 14:51 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

بيدري نيتو يغيب عن كأس العالم 2022 بسبب الإصابة

GMT 21:41 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أقوى خلطة طبيعية لتطويل الشعر بوقت قياسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib