الرباط-رشيدة لملاحي
أثار تصريح رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران جدلا واسعا، حيث تحدثت بعض وسائل الإعلام المغربية عن هفوة بنكيران في الحديث ومنحه فرصة للخصوم والأعداء باستغلال حديثه عن مساعدة العاهل المغربي لبعض الشعوب الأفريقية، في إطار حديثه عن أزمة تشكيل الحكومة المغربية في لقاء لنقابة حزبه في مدينة سلا.
واتهمت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية آمنة ماء العينين أطرافًا سياسية واعلامية باستغلال تصريح رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، وتجزئة سياق حديثه عن مساعدات الملك محمد السادس للشعوب الأفريقية.
وأوضحن ماء العينين، "أن أسوأ ما يمكن أن يحصل للسياسيين في بلدي هو أن تتحول منافستهم للخصم، إلى المحاولة بشتى الطرق الإيقاع بينه وبين الملك، أو بينه وبين أطراف في الداخل والخارج من خلال التعسف في تأويل كلامه واجتزائه من سياقه، في بنية سياسية هشة لا تحتمل كلام السياسيين وتعبيرهم عن آرائهم بدون وصاية أو توجيه"، وأوضحت البرلمانية عن حزب المصباح، "كنت حاضرة بصفتي عضو المجلس الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب حينما تكلم بنكيران عن رحلات الملك لتفريج الكرب عن بعض الشعوب الأفريقية في الوقت الذي يهان فيه الشعب المغربي حيث اعتبر الأمر غير معقول".
وتابعت المتحدثة نفسها، "من يستمع إلى الكلمة دون اجتزاء ودون سوء نية يفهم أن بنكيران تحدث بالكثير من الاحتفاء عن سياسة المغرب تجاه أفريقيا وعن الأدوار الشخصية التي لعبها الملك في ذلك فضلا عن أدوار باقي المؤسسات والفاعلين، واعتبر أنه من غير الطبيعي أن نعمل على مساعدة بعض الشعوب الأفريقية في الوقت الذي تحاول فيه أطراف تتعمد استدامة حالة "البلوكاج" والانسداد إهانة المغاربة بتبخيس اختيارهم الذي عبروا عنه في انتخابات 7 أكتوبر".
وشددت البرلمانية المذكورة على أن"الذين يصيحون منددين بالتصريحات، متوهمين أنها تتسبب في أزمات سياسية حيث تعيد التمثل الاستعلائي الاستعماري الذي حملته القوى الكولنيالية لعلاقتها بشعوب أفريقيا حين تناولها لمنطق تفريج الكرب، هؤلاء متعسفون لأن بناء مستشفيات في بعض الدول الأفريقية هو تفريج للكرب، كما أن توزيع مساعدات انسانية هو تفريج للكرب حملته القنوات الرسمية اكثر من مرة على لسان مواطني هذه الدول المستفدين من المشاريع الاجتماعية، بالضبط كما تعمل برامج التعاون الدولي على تفريج كرب جزء من سكان المغرب العميق بشراكة مع الجمعيات والجماعات الترابية بدون أدنى مركب نقص،لأن ذلك ليس إلا تجسيدا لمبدأ التضامن والتعاون الذي يروجه المغرب في أفريقيا ويستفيد هو منه اقتصاديا من خلال الاستثمار وتوقيع الشراكات، و سياسيا من خلال دعم المغرب في قضية وحدته الوطنية".
وأضافت ماء العينين، "نعم، الذين خططوا لـ"البلوكاج"في إشارة لأزمة تشكيل الحكومة المغربية، ونفذوه على دفعات، يهينون المغاربة بتجاهل إرادتهم وبمخالفة الإرادة الملكية التي عينت بنكيران رئيسا للحكومة مكلفا بتشكيلها"، وتابعت توضيحها بقولها "لقد فشلتم أنتم وإعلامكم المسخر في ساحة النزال الديمقراطي وها أنتم اليوم تحاربون الرجل بأقذر الأساليب بمنطق إحداث سوء فهم وهو اختيار العاجزين والفاشلين.
أنتم تقتلون السياسة حينما تحولونها إلى طرف يمتهن الوقيعة بين المؤسسات وطرف يبرر في كل مرة مواقفه وتصريحاته حتى لا يسقط في الفخ".
وختمت برلمانية حزب العدالة والتنمية المغربي، "أن السياسة في المغرب أصبحت تلعب في ملاعب الصغار، تنتج الخوف والترهيب، واللعب على حبال الوقيعة والنميمة الرخيصة ضدا على مصالح الوطن الداخلية والخارجية"، مشيرة إلى أنه "لن تثق فينا شعوب أفريقيا ودولها ونحن نحاول قتل الثقة فيما بيننا" متسائلة "ماذا ستربحون لو نجحتم في "صناعة" أزمة ديبلوماسية مع الخارج بالإصرار على تقويل رئيس حكومتكم ما لم يقله.
تذكروا أنه رئيس حكومة المغرب ولو كرهتموه؟ ماذا ستربحون لو نجحتم في الإيقاع بين الملك رئيس الدولة وبين رئيس حكومته؟ ماذا ستربح الديمقراطية والسياسة المفترى عليها؟ ألا يمكن أن نرتقي قليلا؟ لست أظن أن المستوى انحدر يوما في المغرب أكثر مما انحدر اليوم"، حسب تعبير آمنة ماء العينين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر