مركز مكافحة التطرف لتأهيل مقاتلي داعش شمال سورية
آخر تحديث GMT 04:39:39
المغرب اليوم -

لإعادة دمجهم في المجتمع على يد الشيوخ المعتدلين

مركز مكافحة التطرف لتأهيل مقاتلي "داعش" شمال سورية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - مركز مكافحة التطرف لتأهيل مقاتلي

مركز مكافحة التطرف
دمشق ـ نور خوام

جمّع الشيخ طلابه في مركز مكافحة التطرف في شمال سورية، وهم مقاتلين سابقين في تنظيم "داعش" المتطرف، وأكد لهم أن قتل المدنيين غير مسموح به في الإسلام، وكذلك تفجير أنفسهم، ولكن بدا هذا الكلام غريبا للجهاديين السابقين، فربما تكون دولة الخلافة قد انهارت، ولكنها تركت خلفها نحو ستة ملايين شخص متطرف.

وتم افتتاح مركز مكافحة التطرف حديثا، ويضم حاليا 100 طالب تتراوح أعمارهم بين 14 و60 عاما، وتعود فكرته لمجموعة من الشيوخ المسلمين المعتدلين والذين يأملون في حل المشكلة التي خلفها داعش، ويأخذ الشيخ الطلاب من السجون المكتظة في شمال سورية، وينظرون إلى فرصة تخفيف عقوبتهم وإعادة دمجهم في المجتمع.

وفي هذا السياق، قال الشيخ حسن الدغيم، وهو مدرس في المركز "معظم الطلاب حاصلين فقط على التعليم الإبتدائي، ولم يسبق لهم حتى قراءة القرآن، ولهذا السبب أخذتهم داعش بسهولة"، ويضيف " لا فائدة من قضاء الوقت في السجن، إذا ظلوا حاملين لنفس الأيديولوجية حين يخرجون".

ويتكون المركز من ثمانية معلمين وهم أئمة متخصصين في الشريعة وعلم الاجتماع وعلم النفس، وقادة المجتمع المحلي، أما الطلاب، يعيشون في الموقع ولديهم جدول عليهم إتباعه، حيث الاستيقاظ في التاسعة صباحا، وتناول وجبة الإفطار، ومن ثم ممارسة التمارين الرياضية وبعد ذلك حضور حصة عن الشريعة الإسلامية مدتها ساعتين، وفي فترة ما بعد الظهر يحضرون محاضرات للشيخ الدغيم وغيره من الشيوخ المعتدلين، بجانب أفلام وثائقية من قناة "ناشونال جيوغرافيك"، فيما يلفت الدغيم إلى أن التعامل مع الأجانب هو الأصعب، ويوجد طالب تونسي فقط، والطريقة التي ينظر بها إلينا تجعلنا نشعر أنه يود قتلن جميع، إذا لم يكن هناك حراس.

وهناك بعض القواعد الأساسية في المركز، حيث يجب على الطلاب ارتداء ملابس موحدة اللون، وحلق الشعر وتهذيب اللحى، حيث اعتاد الكثير منهم إطالتها أثناء الانضمام لداعش.

وقال أحد الطلاب يدعى أشرف ناصر، 24 عاما، إنه كان يقاتل مع جماعة معارضة معتدلة من الجيش الحر في الجنوب في درعا، وذلك قبل أن يتم استدراجه إلى داعش من خلال الدعاية، مضيفا أن التنظيم المتطرف كان يخطط للخلافة، وكأنه يحقق ما يحلم به كثير من المسلمين، ولكن بعد ذلك أدرك أن داعش مختلف 180 درجة عن الطريقة التي قدم بها نفسه، فبدلا من محاربة النظام السوري كان يحارب الجيش الحر، ولفت " في الأشهر القليلة التي قضيتها مع داعش رأيتهم يسرقون ويغتالون، ويغتصبون، بينما يتظاهرون بأنهم مسلمون"، حيث قرر الاتصال بصديق قديم من الجيش الحر، والذي ألقى القبض عليه ووضعه في السجن لمدة 18 يوما، ومن ثم التحق بمركز إعادة التأهيل.

ومعظم الطلاب في المركز من سورية، ولكن بينهم أجانب من الدول السوفيتية السابقة مثل أوكرانيا وأوزباكستان والشيشان، وترفض هذه البلدان عودة المنظمين للتنظيم المتطرف، فيما يشرح الشيخ الدغيم كيف يفصل المقاتلين إلى مستويات، فالمستوى الأولى لأولئك الذين انضموا لداعش لأسباب مالية أو غير أيديولوجية، أما المستوى الثاني الذين يحملون نفس المعتقدات المتطرفة، أما المستوى الثالث هم المقاتلون الأجانب.

ويلفت حسين ناصر، مدير المركز، إلى أن التعامل مع الأجانب هو الأصعب لأن معظمهم من الأطباء والمهندسين ولأفراد الأذكياء الذين كانوا قادة كبار في داعش، وهم لم يتصوروا يوما أن يهزم داعش، وحتى الآن هم الأكثر مقاومة.

وقال الطالب ناصر " لا أعرف ما إذا سيتقبلني المجتمع مرة أخرى حين أخرج، ولكنني لأريد عيش حياة طبيعية، أتزوج وربما أنجب أطفالا"، بينما يوضح الشيخ الدغيم أن العديد من المقاتلين يستشهدون بالسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط كسبب للانضمام لداعش، ولكنه أكد أن المركز يعلمهم أن مشاكل المنطقة لا يمكن إلقاء اللوم في سببها على بلد خارجي.

ويعد الحد الأدنى للإقامة في المركز هو 40 يوميا، ولكن لا يستطيع الطلاب المغادرة حتى يجتازوا التقييم النفسي، وأكد السيد ناصر أن الأمر قد يستغرق أربع سنوات لعلاج الأشخاص الأكثر تطرفا، فيما تلقى المركز المال من الجيش الحر والذي يتلقى المال نفسه من "البنتاغون"، بجانب مانحين أفراد وجماعات المجتمع المدني، ويأمل المديرين في توسيع التمويل، حيث طالبوا الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بدعمهم والمساعدة في تمويل البرنامج، وقدروا المبلغ الشهري الذي بحاجة إليه بحوالي 50 -60 ألف دولار.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مركز مكافحة التطرف لتأهيل مقاتلي داعش شمال سورية مركز مكافحة التطرف لتأهيل مقاتلي داعش شمال سورية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 18:44 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يُطلق مرحلة جديدة من العقوبات ضد فنزويلا
المغرب اليوم - ترامب يُطلق مرحلة جديدة من العقوبات ضد فنزويلا

GMT 02:59 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن
المغرب اليوم - أميركا حجبت معلومات مخابراتية عن إسرائيل خلال عهد بايدن

GMT 03:27 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن تخطط لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام المقبل
المغرب اليوم - واشنطن تخطط لنشر قوات دولية في غزة مطلع العام المقبل

GMT 10:42 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تفرض حضورها السينمائى في المهرجانات بـ 3 أفلام
المغرب اليوم - نيللي كريم تفرض حضورها السينمائى في المهرجانات بـ 3 أفلام

GMT 19:41 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ماريا كورينا ماتشادو تؤكد رحيل مادورو بالتفاوض أو بدونه
المغرب اليوم - ماريا كورينا ماتشادو تؤكد رحيل مادورو بالتفاوض أو بدونه

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 08:07 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 07:26 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

تطوير برنامج جديد للتسوق العشوائي عبر شبكة الانترنت

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:06 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

سولاري يُؤكّد مُقاتلة الريال على لقب الدوري الإسباني

GMT 21:34 2021 الأحد ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أرباب محطات الوقود يشتكون الزيادة في أسعار المحروقات

GMT 03:12 2019 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الكشف عن موعد إفتتاح قناة "إم بي سي المغرب"

GMT 17:16 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

غوارديولا يعتذر للجزائري رياض محرز

GMT 06:05 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

نصائح تساعد في التخلص من حرج الحميات الغذائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib