أكاديمية المملكة المغربية تبدأ انطلاقة جديدة تروم التحديث وصيانة الثقافة المغربية
آخر تحديث GMT 11:07:27
المغرب اليوم -

أكاديمية المملكة المغربية تبدأ انطلاقة جديدة تروم التحديث وصيانة "الثقافة المغربية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - أكاديمية المملكة المغربية تبدأ انطلاقة جديدة تروم التحديث وصيانة

أكاديمية المملكة المغربية
الرباط-المغرب اليوم

في المشهد الثقافي الوطني، تعتبر أكاديمية المملكة المغربية أعلى هيئة فكرية، تناط بها مهمة أن تكون رافعة لجميع مجالات الفكر والثقافة بالبلاد، وأن تعمل في سبيل الاعتناء بالثقافة المغربية وإبرازها.وفي السنوات القليلة الماضية، تكرر الحديث في عدد من أنشطة أكاديمية المملكة عن “انطلاقتها الجديدة”، وهو ما تمثّلت آخر محطاته في “تحول مؤسَّسيّ كبير” في ضوء قانونها الجديد رقم 74.19 المتعلق بإعادة تنظيمها بعد صدوره في الجريدة الرسمية.ومن أبرز ما حمله هذا القانون الجديد، إلحاق المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بأكاديمية المملكة، وإحداث “الهيئة الأكاديمية العليا”، و”المعهد الأكاديمي للفنون”.

دور أكاديمية المملكة المغربية

وفق الباب الخاص بمهام الأكاديمية في قانونها الجديد، فإنها تضطلع، باعتبارها “مؤسسة وطنية علمية عليا”، بمهمة “الإسهام في تحقيق التقدم الفكري والعلمي والثقافي للمملكة، كما تعمل، في ضوء المرجعيات الدستورية والتوجهات العامة للدولة، على التعريف بمقوّمات الهوية الوطنية بكل مكوناتها وروافدها، وعلى نشر القيم والمبادئ الكونية المرسِّخَة للحوار بين الثقافات والحضارات”.وحسب معلومات استقتها هسبريس، فإن المقصود بالتوجه الجديد هو “الانفتاح” أساسا، والعمل على أن تكون أنشطة أكاديمية المملكة المغربية “مفتوحة على المستوى الوطني والدولي” حتى تكون “قاطرة لكل المؤسسات الثقافية الوطنية”.ومن أمثلة هذا الانفتاح على المستوى الوطني، وفق المعلومات نفسها، إنشاء “مؤسسة أكاديمية المملكة المغربية للتعاون الثقافي”، التي تعتبر في نظامها القانوني جمعية غير ربحية، من أجل تسهيل عقد الشراكات والتعاقدات، وهو ما تم إلى حدود الآن مع وزارة الثقافة، والمؤسسة الوطنية للمتاحف وعدد من الجامعات المغربية.

أما على المستوى الدولي، فمن أمثلة العمل في ظل “الانطلاقة الجديدة” التواصل مع مختلف أكاديميات العالم، مثل الأكاديمية الفرنسية، وأكاديميات دول مثل البرتغال، والصين، والمكسيك، وإسبانيا، وغيرها، ومؤسسات علمية عريقة مثل “الكوليج دو فرانس”، على سبيل المثال لا الحصر.وفي نشرة لها، كتب عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، المعيَّن من طرف الملك محمد السادس سنة 2015، أنها “قد رسخت حضورها المتميّز (داخليا وخارجيا) على مدى العقود الثلاثة التي خلت منذ إنشائها سنة 1977 على يد الملك الراحل الحسن الثاني”، بيد أن “الآليات التنظيمية التي كانت تقوم الأكاديمية على قواعدها لم تواكب التطوّر الذي عاشه المغرب في هذه المرحلة الانتقالية”.وذكر أمين السر الدائم للأكاديمية، في المصدر نفسه، أن أكاديمية المملكة، قد عملت على تحيين الظهير الشريف، بمثابة قانون، المؤسِّس لها، بجعله يأخذ صياغة قانون تنظيمي جديد، فعملت لجنةٌ مكوَّنة من أعضاء الأكاديمية ومن بعض الخبراء المغاربة في القانون والتشريع على تحيين آليات العمل بها “في استشراف لآفاق مستقبلها، ودورها المنشود في محيطها الوطني والدولي، عملا بالتوجيهات الملَكية في هذا المجال”.

وتُناط بالأكاديمية مهام من بينها: دراسة وبحث كل قضية من القضايا الفكرية والعلمية التي يعرضها ملك البلاد عليها، والإسهام في تنمية البحث العلمي وتطويره والعمل على الارتقاء به في مختلف مجالات الفكر والثقافة والمعرفة مع مراعاة الاختصاصات المسندة إلى مؤسسات وهيئات أخرى، وتعبئة الطاقات الفكرية والعلمية الوطنية والأجنبية والدولية، المشهود بمكانتها الاعتبارية في مجال اختصاصها، والعمل على تشجيعها وتحفيزها على المشاركة في أنشطة الأكاديمية.ومن مهامها أيضا: الإسهام في الأعمال الرامية إلى التعريف بالموروث الفكري والثقافي والفني للحضارات الإنسانية بمختلف أطيافها، والحضارة المغربية منها على الخصوص، في إطار برامج ومشاريع خاصة أو مشتركة مع الهيئات والمؤسسات الوطنية أو الأجنبية أو الدولية التي تسعى لتحقيق أهداف مماثلة، وتشجيع الإبداع الثقافي بمختلف أشكاله، والمغربي منه على الخصوص، والعمل على التعريف به وتثمينه، وتنظيم ملتقيات للأكاديميين من مختلف أنحاء العالم من أجل خلق جسور التواصل بينهم، وترسيخ قيم الحوار والتفاهم بين الثقافات.

ومن بين مهام أكاديمية المملكة كذلك، تقديم كل اقتراح أو توصية للسلطات والهيئات العمومية، ولا سيما منها تلك المكلفة بالتربية والتكوين والثقافة والبحث العلمي، بهدف التحفيز على تنمية المعرفة والإبداع الفكري والفني، وتطوير البحث العلمي، والإسهام في نشر الأعمال العلمية المتميّزة، باسمها، والإسهام في التعريف بتاريخ المغرب عبر دعم وتشجيع ونشر الدراسات والأبحاث ذات الصلة بالمجال، والإسهام في ترجمة المؤلفات والدراسات والأبحاث العلمية المرجعية الأصيلة في مجال اختصاصها، والإسهام في تنمية الإبداع الفني والاعتناء بالفنون والتراث الفني المغربي الأصيل بكل روافده وتعبيراته.

هيئات جديدة

نص القانون الجديد المتعلق بإعادة تنظيم أكاديمية المملكة المغربية على إحداث هيئتين جديدتين في إطارها هما: الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة، والمعهد الأكاديمي للفنون. مع إلحاق المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بالأكاديمية.ولهذه الهيئات، قائمة الذات، مجالسها الخاصة، ومن المرتقب أن تكون لها أنشطة خاصة بها، تتوجها الأكاديمية، مع استمرار أنشطتها.وجاء في قانون إعادة تنظيم الأكاديمية أن من مهام “الهيئة الأكاديمية العليا للترجمة”، تشجيع “أعمال الترجمة بالمملكة وخارجها، بين اللغة العربية أو اللغة الأمازيغية واللغات العالمية الأخرى، والعمل على دعمها وتحفيزها وتوسيع نطاقها”، عن طريق ترجمة المؤلفات والأبحاث العلمية المرجعية الأصيلة، من قِبلها أو تحت إشرافها، وعبر تشجيع البحث العلمي في قضايا علم الترجمة وتطبيقاته، والعمل على تنميته وتطويره، بتنسيق مع الهيئات والمؤسسات العلمية المتخصصة، الدولية أو الأجنبية أو الوطنية.

وانطلقت أولى ورشات هذه الهيئة في نهاية شهر فبراير الماضي من السنة الجارية 2021، قصد “صياغة أفق عملي” لاشتغالها. وجمعت أكاديميين ومفكرين ومترجمين، هم: عبد السلام بنعبد العالي، سعيد بنكراد، خالد بن الصغير، محمد الشيخ، محمد الصغير جنجار، عبد الفتاح الحجمري، والحسين مجاهد.وُعهد لـ”المعهد الأكاديمي للفنون” مهمة “تنمية الإبداع الفني والاعتناء بالفنون والتراث الفني المغربي الأصيل بكل أشكاله وتنوع مكوناته، والعمل على التعريف به والإسهام في الحفاظ عليه وتثمينه بكل السبل المتاحة.”ومن بين الأنشطة الأولى التي رافقت هذا المعهد المحدث في إطار أكاديمية المملكة، يوم دراسي حول الشعر النسائي الحساني “التّبراع”، الذي قدم في إطاره “كتاب جميل” يوثق هذه التَّبريعات، ويشرحها باللغتين العربية والفرنسية، ويتضمن تسجيلا لها، على نغمات حَسَّانِيَّة.وأُلحق بالأكاديمية المعهدُ الملكي للبحث في تاريخ المغرب، الذي تناط به “مهمة تفعيل عملية البحث في تاريخ المغرب، والارتقاء بالمعرفة المتصلة بماضي المغرب القريب والبعيد بهدف ترسيخ الهوية المغربية، وتأصيل الذاكرة الجماعية، مع التفتح على مختلف الأطراف المتفاعلة مع الذات عبر العصور.”

ما بعد الجائحة

بعد التوقف الذي مس مختلف المؤسسات الثقافية عبر العالم بسبب جائحة “كورونا”، استمرت أكاديمية المملكة المغربية في العمل على إصدار منشورات جديدة. ثم استأنفت أنشطتها الحضورية بندوتين قدم في إطارهما “كتابان جميلَان” أشرفت على نشرهما، هما: “من أجل دار تاريخ المغرب: تاريخ، ثقافة، تراث”، و”التّبراع-الشعر النسائي الحساني”.كما نظمت الأكاديمية بمناسبة اليوم العالمي للشعر، ندوة تكريمية للشاعر المغربي البارز محمد بنيس، قُدِّمَ في إطارها مؤلّف يتضمن مختارات شعرية من دواوينه، و”كتاب جميل” بعنوان: “محمد بنيس-مَقام الشعر”، يتضمن قراءات في تجربته، ومساره، وعالَمِه.وافتتحت أكاديمية المملكة المغربية سلسلة محاضرات تضع البحر الأبيض المتوسط، تاريخا ومجالا واجتماعا وحضارة، أفقا للتفكير، في سياق الإعداد لدورتها السابعة والأربعين حول الموضوع نفسه، وفي استمرار لدورات سابقة وضعت تجارب أخرى أفقا للتفكير، مثل آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وتحضر في أنشطة الأكاديمية مفاهيم من قبيل “الثقافة المغربية”، و”بناء الوعي الحضاري”، و”الدعوة إلى الحوار بين الحضارات”، و”تعزيز المشترك الإنساني”. واستقبلت أكاديميين ومثقفين ذوي توجهات ومدارس فكرية متعددة، مثل طه عبد الرحمن وأدونيس وعبد الإله بلقزيز ومصطفى بنحمزة وأحمد شحلان. وهو المسار الذي تؤكد استمرارها فيه.

وفي شق “الثقافة المغربية”، سبق للأكاديمية تنظيم ندوات واحتفالات وإصدار منشورات حول تراث الملحون وموسيقى الآلة، وحول ثقافات مدن تاريخية ومناطق مغربية مثل “سجلماسة” و”واد نون”، وحول تعبيرات تشكل جزءا من الموروث الثقافي المغربي، مثل شعر “التَّبْراع” النسائي الحسّاني.ومن بين أوجه العمل في سبيل مقصد صون “الثقافة المغربية” بمختلف روافدها وتعبيراتها، مع الانفتاح على تجارب الحضارات الإنسانية، محاولة إسهام في “النهوض بتاريخ المغرب”، بإصدار أعمال ندوة علمية تفكر في مشروع ما يزال يبحث عمن يتبناه، هو “دار تاريخ المغرب”. وهي دار أكدت الأكاديمية، في كلمة سابقة لأمين سرها الدائم، أنها يجب أن تكون “دارا للتاريخ ذي النَّفَس النقدي، المقدَّم بشكل موضوعي، ليُمَكِّنَ زُواره، خاصة الشباب منهم، من الوعي التاريخي الذي يلزم لفهم الحاضر”.كما تسطر أكاديمية المملكة المغربية، وفق معلومات استقتها هسبريس، على “ضرورة الانفتاح على الطلبة الباحثين والدكاترة” وإشراكهم في أنشطتها، وهو سبب عملها الحالي في سبيل إصدار مجلة متخصصة مقصدها تيسير نشر مقالاتهم.

قد يهمك أيضا:

جائزة العمل المتكامل بمهرجان الفيلم التربوي بفاس لفيلم «هاكاكش» من أكاديمية بني ملال خنيفرة

الفيلم المغربي «الموجة الأخيرة» يشارك مهرجان الساقية للأفلام القصير

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكاديمية المملكة المغربية تبدأ انطلاقة جديدة تروم التحديث وصيانة الثقافة المغربية أكاديمية المملكة المغربية تبدأ انطلاقة جديدة تروم التحديث وصيانة الثقافة المغربية



نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
المغرب اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن

GMT 13:22 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

إنتر ميلان يحدد سعر بديل مبابي

GMT 14:40 2024 الخميس ,11 إبريل / نيسان

نيمار يفلت من غرامة قدرها 3 ملايين دولار

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء

GMT 00:36 2024 السبت ,06 إبريل / نيسان

يوفنتوس يكشف عنصرية جماهير لاتسيو ضد ماكيني

GMT 16:58 2024 السبت ,10 شباط / فبراير

هواوي تعلن عن سماعات لاسلكية متطورة

GMT 17:46 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

موديلات أحذية يمكن ارتداءها مع الجوارب الضيقة

GMT 13:02 2022 الأحد ,26 حزيران / يونيو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:59 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

طرق تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والمرح

GMT 20:39 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

فيلم لنبيل عيوش في مهرجان حيفا الإسرائيلي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib