الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية
آخر تحديث GMT 01:34:38
المغرب اليوم -
انقطاع الاتصالات والإنترنت في رفح وسط قصف مدفعي وغارات جوية مكثفة من قبل الجيش الإسرائيلي الهلال الأحمر الفلسطيني يُعلن استشهاد أحد المسعفين من طواقم مستشفى القدس في غزة الهلال الأحمر الفلسطيني ُيعلن إخلاء مستشفي القدس الميداني بسبب القصف العنيف مواجهات عنيفة للشرطة المكسيكية مع متظاهرين مؤيدين لفلسطين أمام السفارة الإسرائيلية في العاصمة مكسيكو خروج جميع المستشفيات في محافظة رفح جنوب قطاع غزة عن الخدمة باستثناء مستشفى تل السلطان للولادة استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين بينهم طبيب برصاص قوات الاحتلال شمالي غزة هيئة الدفاع المدني في غزة تُعلن انتشال أكثر من 40 جثماناً وعشرات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي على رفح استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين في قصف للاحتلال شمال ووسط غزة في اليوم الـ234 للعدوان الإسرائيلي هزة ارضية متوسطة القوة تضرب منطقة الريف في المغرب زلزال بقوة 6.6 درجات يضرب أرخبيل تونغا جنوب المحيط الهادئ
أخر الأخبار

أتى قصف الطيران وانفجار الصواريخ على آثار مُهمِّة

الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية

الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية
دمشق - المغرب اليوم

أصاب الدمار الذي خلّفته الحرب السورية، جانبا لا يقدّر بثمن، بتاريخ اللغة العربية المكتشف، عبر نقوش حجرية وضعها الباحثون والمؤرخون والمستشرقون، في خانة الدلائل التاريخية عظيمة القيمة، وبخاصة أنها نقلت جزءا من تاريخ اللغة العربية الأولى، وقبل مجيء الإسلام، إذ دارت أجزاء من معارك الحرب السورية، في بعض البقع التي تركت للبشرية إرثا غاية في الأهمية، عن تاريخ اللغة العربية والكتابة العربية، في منطقة جنوب سورية وجنوب شرقي سورية وهي البوابة التاريخية للانتشار العربي قديما، والإسلامي في وقت لاحق.

ويفاجأ القارئ لو عرف أن مناطق انتشار قوات وميليشيات إيرانية وقوات من تنظيم "داعش" وقوات تابعة للجيش التركي وأخرى تابعة لتنظيم جبهة تحرير الشام، النصرة سابقا، كانت على تلك الأجزاء التي تركت أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية والكتابة العربية. فإن استطاعت الطبيعة حفظ بعض تلك النقوش لقرون خلت، فإن قصف الطيران وانفجار الصواريخ والقنابل، يأتي على ما تختزنه من آثار تحكي جزءا مهما ونادرا من تاريخ اللغة العربية.

وتمثل منطقة جنوب سورية واجهة تاريخية للأثر العربي، بشقيه القومي والديني، ولم يكن مصادفة أن عددا كبيرا من النقوش المكتوبة باللغة العربية القديمة، قد تم اكتشافها هناك، حتى أصبحت تلك النقوش حاملة لاسم المنطقة التي اكتشفت فيها، وهي ما تعرف بالنقوش الصفائية، ويقال الصفوية، نسبة إلى جبل الصفا، جنوب شرقي سورية، وتتبع لمحافظة السويداء، في أقصى الجنوب الشرقي، وتعتبر المنطقة جزءا من بادية السويداء الشرقية، ولهذه النقوش مزايا تاريخية وحضارية تمكّنت من ترسيخ اسمها، حتى في النقوش التي يتم الكشف عنها، في بلد عربي أو آخر، فيقال عنها النقوش الصفائية تبعاً لمنطقة الصفا السورية المشار إليها.

ونشر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بحثاً بعنوان (نقوش صفوية صفائية في شمال المملكة العربية السعودية) نسب فيه اسم تلك النقوش، إلى جبل الصفا جنوب شرقي دمشق، مشيرا إلى أنها تحمل أيضاً، اسم نقوش "الحرة" وأيضا تبعاً إلى اسم منطقة (الحرة) في الجنوب السوري، بحد ما ذكره البحث المذكور.

منطقة النمارة، هي جزء من المكان الذي انتشر فيه عناصر من (داعش) بعد اتفاق مع نظام الأسد، في شهر أيار/مايو من عام 2018، وتم من خلال ذلك الاتفاق، نقل عناصر التنظيم من جنوب دمشق، إلى بادية السويداء الشرقية.

وتقع منطقة النمارة، شرق محافظة السويداء، وتبعد عن مركزها 60 كيلومترا، وكانت منذ قديم الأزمان، مكاناً لانتشار القبائل العربية. وإثر انتشار قرابة ألف عنصر من داعش، في شرق السويداء، شنّت قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية وجنسيات أخرى، حربا من عدة جبهات على المنطقة، كان منها خربة (النمارة) المكان الذي اكتشف فيه ذلك النقش التاريخي، والذي يحكي نبذة عن امرئ القيس الوارد اسمه، بصفته ملك العرب.

اقرأ أيضاً : الولايات المتحدة تزيد من مشكلة اللاجئين بعد قصف سورية

وتعرضت المنطقة لقصف مكثف بالطيران والصواريخ، لعدة أشهر متواصلة، الأمر الذي ألحق أضرارا جسيمة بالأرض التي كانت، في ما سبق، مسرحاً لوضع واحد من أهم نقوش تاريخ اللغة العربية، عوّل العلماء على التنقيب فيه بالسنتيمتر لا بالشبر.

ويعود نقش النمارة، إلى تاريخ 328 ميلادية، وتم اكتشافه عام 1901، ويحدده البعض بجنوب منطقة (الصفا) التابعة لبادية السويداء والتي كانت بأسرها منطقة عمليات عسكرية عنيفة شارك فيها الطيران الروسي أيضاً. ويصف الباحثون هذا النقش، بالأهم من الناحية اللغوية والكتابية، وهو عبارة عن شاهدة قبر كتب عليها، من بعض ما كتب، هذا قبر امرئ القيس، ملك جميع العرب. وإلى مثل هذا النقش الهام، يعود الباحثون والآثاريون وعلماء العربية والمستشرقون، للكشف عن تاريخ اللغة العربية ومراحل تطورها للتحقق من علاقة العرب بالكتابة والتدوين، قبل مجيء الإسلام بفترة طويلة.

أرض نقش (زبد) التي وطأها الجيش التركي
زبد، تقع في جنوب شرقي محافظة حلب، شمال سوريا، المكان الذي كان أرضا لأشرس معارك النظام السوري والذي دخلها بواسطة الميليشيات الإيرانية، بدعم غير مسبوق من الطيران الروسي الذي ألقى عليها مئات الصواريخ الفراغية والارتجاجية، في العام 2016. وكانت هي الأخرى مكان انتشار لعناصر من تنظيم داعش.

ونقش زبد، يعود تاريخه إلى عام 512 ميلادية، ويرد فيه تعبير "باسم الإله.." إلا أن ثمة خلافا في ترجمة النص، كما هو الحال مع غالبية النقوش المكتوبة بالعربية القديمة. ويلحظ علماء اللغة واللغات الشرقية، وجود حروف عربية كاملة فيه، من مثل السين والميم والعين والحاء، حسب ما قاله الدكتور هاشم طه رحيم، في بحثه المعنون (النظرية النبطية حول أصل الخط العربي الحديث).

وأهمية نقش جنوب شرقي حلب، كأهمية نقش جنوب شرقي سوريا، لدارسي تاريخ اللغة العربية واللغات القديمة والتاريخ النبطي. أمّا المكان الذي عثر فيه على النقش، وهو منطقة زبد، وكانت قديما بمنطقة قنسرين، فهي تعرف الآن بمنطقة (العيس) التي دخلتها القوات التركية وعناصر من هيئة تحرير الشام، النصرة سابقا، عام 2018. وكانت مسرح أعنف عمليات قصف بالطائرات والصواريخ في أوقات متلاحقة.

أرض نقش (حران).. أرض دماء غزيرة
جنوب سوريا، كواجهة للأثر العربي، يعتبر خزاناً تاريخيا عالي القيمة وهو مقصد علماء اللغة والمستشرقين منذ مطلع القرن الماضي. وعلى نظير ما حصل مع نقش النمارة، كذلك حصل مع أرض نقش حران. وحران تتبع لمنطقة اللجاة في جنوبي سوريا التي تضم درعا والسويداء من ضمن ما تضم. وكانت منطقة اللجاة، إلى أيام قليلة، منطقة أعنف أنواع القصف العسكري والصواريخ عالية التدمير التي خلفت دمارا هائلا في المكان وسفكت دماء وأزهقت أرواح آلاف السوريين المعارضين لنظام الأسد، في الوقت الذي كان يخشى فيه علماء الآثار من استعمال ولو مطرقة خفيفة بالحفر، حفاظاً على اللقى الأثرية من التلف والكسر، فما بالك بما يمكن أن تكون فعلته الصواريخ الفراغية والارتجاجية والقنابل والبراميل المتفجرة التي كان يسقطها النظام السوري في أرجاء المكان؟

يعود تاريخ نقش حران إلى عام 568 ميلادية. وهو من ضمن مجموعة من النقوش التي يعود إليها دارسو اللغة العربية واللغات الشرقية أو اللغات السامية. ويرى دارسو تاريخ اللغة العربية، أن الأرض السورية تمثل حلقة هامة من حلقات تاريخ اللغة العربية والتاريخ النبطي.

وينظر البعض إلى النقش الصفائي، بصفته نقش قوافل عربية أو نقش البادية العربية والبعض يطلق عليه أسماء أخرى. إلا أنه يمثل في جميع الأحوال، حلقة من حلقات نشوء وتطور اللغة العربية الفصحى وعلاقتها بمحيطها من الناحيتين، الثقافية والاجتماعية، إلا أن الحرب التي شنها النظام السوري والميليشيات الإيرانية منذ عام 2011، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى السوريين الذين توزّعت نعوشهم حول تلك النقوش، قد وضعت ذلك التاريخ اللغوي، في خانة المهدد بـ"الانقراض" بسبب ما تعرضت له الأمكنة التي احتضنت بعض نقوش تاريخ اللغة العربية، من تدمير أصاب ظاهر تلك الأرض وباطنها، على نطاق واسع.

قد يهمك أيضاً :

الرئيسان الأميركي والفرنسي يدرسان ملفات في واشنطن تختبر صلابة صداقتهما

السيدات السوريّات يُبدعن وسط وحشية الحرب السورية في محافظة إدلب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية الحرب السورية تُهدِّد تاريخ أقدم نقوش أثرية عن اللغة العربية



الإطلالات البراقة اختيارات نانسي عجرم في المناسبات

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

هالة سرحان سفيرة معرض أبوظبي الدولي للكتاب

GMT 07:33 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

خاتم ملعون يتسبب في وفاة فالنتينو وعشرات غيره

GMT 01:36 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

جرّبي بسكويت الفستق السوداني..طعم شهي ومميز

GMT 12:51 2012 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

ليز هيرلي تبتاع قصرًا بحوالي 9 ملايين دولار

GMT 20:13 2015 السبت ,03 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد الردة لمرضى البواسير

GMT 22:20 2017 الأحد ,29 كانون الثاني / يناير

تجسيد ياسر المصري لشخصية جمال عبدالناصر يثير الجدل

GMT 02:16 2017 الخميس ,09 شباط / فبراير

تعرف على أفضل وقت لممارسة الجنس مع شريك حياتك

GMT 04:38 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز النصائح لتسهيل دراسة اللغات الأجنبية

GMT 02:11 2016 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

أسماء مشعل تبدع لوحات فنية على الصوف في مجموعة الشتاء

GMT 21:31 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

اختيار مدينة أبوظبي عاصمة للبيئة العربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib