مرسية الإسبانية تتغنى بالكنوز الإسلامية وتعرض للسياح الحضارات العربية
آخر تحديث GMT 09:29:14
المغرب اليوم -

من أهم المدن الأندلسية المطلة على المتوسط والواقعة على ضفاف نهر شقورة

"مرسية" الإسبانية تتغنى بالكنوز الإسلامية وتعرض للسياح الحضارات العربية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

مدينة مرسية الاسبانية
مدريد ـ المغرب اليوم

أطلق المسلمون على شبه الجزيرة الأيبيرية التي تضم إسبانيا والبرتغال اسم الأندلس، اشتقاقاً من تسمية شعوب الوندال أو الفندال القاطنة بها ولكن الأندلس حسب سكان إسبانيا المعاصرين تعني بالأساس المدن الجنوبية أو مدن الجنوب الشرقي المطلة على البحر المتوسط بما في ذلك جزر البليار. والمدن والبلدات المتوسطية في هذا الإقليم تحمل قسـمات عربية واضـحة سـواء في مسمياتها أو أسماء أحيائها القديمة أو ملامح بنيتها المعمارية بل وتركيبتها السكانية.
من الطبيعي أن نجد في المتاحف الإقليمية الصغيرة بتلك المدن المئات من التحف الإسلامية التي أنتجت في هذه المنطقة المواجهة للشاطئ المغربي، ومنها ما تم الكشف عنه في حفائر علمية منظمة من قبل السلطات المحلية، ومنها أيضا عدد من التحف كانت ملكا متوارثا لعائلات إسبانية أو لكنائس في ظل الحقيقة المعروفة لدارسي الفنون الإسلامية، من حرص الكنائس الأوروبية على اقتناء منتجات الفنون التطبيقية الإسلامية ضمن ذخائر وكنوز الكنيسة.
تحف مدينة «مرسية»
ومن أهم المدن الأندلسية المطلة على المتوسط، مدينة «مرسية» الواقعة على ضفاف نهر شقورة، وقد أسس هذه المدينة المطلة على المتوسط عبدالرحمن الداخل عام 825هـ وإلى هذه المدينة ينسب ابن سيده، وكذلك الصوفي الشهير «المرسي أبوالعباس» الذي عاش ودفن بالإسكندرية ويعد المسجد المشيد قرب قبره من معالم عروس البحر المتوسط.
ولأن المدينة كانت أيضا موطنا للفيلسوف والصوفي الشهير ابن عربي الذي رحل عنها ليعيش ويدفن بدمشق، فقد قامت المدينة بإنشاء المركز العربي لدراسات الآثار وأطلقت عليه اسم ابن عربي.وإلى جانب أن المركز يعد مؤسسة علمية تعنى بدراسات الآثار الأندلسية، فإن به متحفا يعرض بعض القطع الفنية التي تم العثور عليها في منطقة مرسية، ومن بين معروضات هذا المتحف إناء من الخزف المرسوم تحت الطلاء الزجاجي يرجح أنه أنتج في الفترة التي أعقبت سقوط خلافة الموحدين بالأندلس في منتصف القرن السابع الهجري «13م».
الخزاف المسلم
ويتميز خزف مرسية بعجينته المائلة للصفرة وفي هذا الإناء نجد أن الخزاف المسلم ظل محافظا على الأشكال التقليدية للأواني الخزفية ذات المقبضين، والتي كانت تستخدم لصب السوائل ويمتاز الإناء بشكله الانسيابي والتوافق الرائع بين البدن الكروي بقاعدته الضيقة والعنق الذي يبدو طويلا ومتسعا بشكل لافت، ولعل السبب في ذلك أنه لم يكن يستخدم للشرب منه مباشرة وإنما لصب السوائل.
والبدن الخارجي للإناء مزخرف بأسلوب السلويت أو الزخرفة باللون الأسود على أرضية بيضاء، وقوام الزخرفة هنا فروع نباتية متداخلة بشكل دائري لا نهائي تنتهي في أطرافها القريبة من القاعدة بأوراق نباتية، بينما تزدان بقية بدن الإناء برسوم أنصاف المراوح النخيلية الشائعة في زخارف التوريق العربية.
جَرة صغيرة
ومن نفس الفترة يحتفظ متحف مركز ابن عربي في مرسية، بجرة صغيرة من الخزف الأبيض ذي الزخارف السوداء المرسومة تحت الطلاء الزجاجي، وإضافة للرشاقة البالغة التي يتميز بها تصميم الجرة ومقابضها فقد حرص الخزاف على أن ينثر زخارف التوريق الممزوجة بالزخارف الهندسية على بدن الجرة في تراصف ينم عن ذوق فني رفيع. وتنحصر الزخارف داخل إطارات يدور بعضها مع بدن القدر ورقبته والبعض الآخر يمتد بطول أجزاء من البدن ونلمح في الزخارف الدقة كأنها رقش كتابي، زخارف الجدائل قرب القاعدة ثم زخارف فروع نباتية حلزونية تنتشر حولها رسوم نباتية دقيقة.. أما على رقبة الجرة فنجد بشكل متكرر رسماً لنجمة سداسية الأضلاع كانت شائعة الاستخدام في الفنون الإسلامية بالأندلس.
متحف «جيان»
ومن مدن الأندلس المتوسطية أيضا مدينة «جيان»، التي تنطق بالإسبانية «خيان» ولطالما تغنى شعراء الأندلس بجمال هذه المدينة الواقعة في الشمال الغربي لإقليم الأندلس، وما زالت الحمامات العربية بهذه المدينة تنطق بنضال الموريسكيين أو المسلمين الذين عاشوا في ظل محاكم التفتيش من أجل الحفاظ على عاداتهم في التطهر. وفي جيان عدة متاحف منها متحف جيان للفنون والعادات الشعبية ومتحف الفن الدولي ومتحف مقاطعة جيان الإقليمي الذي يضم بين مقتنياته عددا كبيرا من التحف الأندلسية. ومن بين مقتنيات متحف جيان الإقليمي سوار من الذهب الخالص يعود لفترة الخلافة الأموية بقرطبة ولعله من منتجات القرن الرابع أو الخامس للهجرة «10-11م»، والتصميم الأنيق للسوار يعبر بدقة عن روح الترف التي تمتعت بها دولة الخلافة ونساء البلاط بوجه خاص.
فالسوار يتألف من خمس قطع مستطيلة بالوسط وبقطعتين على هيئة المثلث في الطرفين، وبهما يثبت القفل أو الرتاج الخاص بالسوار وقد ازدانت القطع أو الحشوات الداخلية في طرف واحد منها بأشكال مثلثات صغيرة لتحقيق التوازن التصميمي مع طرفي السوار، وبوسط كل حشوة منطقة دائرية كانت مرصعة بأحجار كريمة اقتلعت لاحقا من السوار وإلى أعلى وأسفل منها دائرتان صغيرتان بارزتان، ثم تأتي من بعدها وعلى أطراف الحشوة ثلاثة أطر من حبيبات متماسة بارزة، ويبدو واضحا من تصميم السوار حرص الفنان على القواعد الفنية السائدة في الفنون الإسلامية من تناظر وتماثل.
دورق صغير
أما مدينة «دانية»، وهي واحدة من المدن الكبيرة بشرق الأندلس المطلة على المتوسط فنجد بمتحفها الإقليمي بعضا من التحف الإسلامية، وهو أمر طبيعي في ظل أنها كانت مركزا لدولة بحرية إسلامية أسسها الصقلبي مجاهد الداني عقب سقوط دولة الخلافة، وبقيت صامدة أمام هجمات النصارى الإسبان حتى سقطت بأيديهم في عام 641 هـ.
ومن القطع الفنية المميزة بهذا المتحف دورق صغير من الخزف يتميز ببدنه الذي يتخذ هيئة كيزان الصنوبر محاكيا إلى حد بعيد كؤوس الزجاج التي كانت تستخدم في شرب النبيذ. ولهذا الدورق قاعدة متسعة نسبيا تعكس رغبة الخزاف في الإبقاء عليه متزنا حال استخدامه، بينما تبرهن رشاقة المقبض على تمتع صانعه بذائقة فنية مميزة.
وقرب دانية نجد مدينة ميورقة عاصمة إحدى أشهر جزر البليار، والتي كانت هي الأخرى من مراكز دولة مجاهد الداني فضلا عن مرسية وتعد ميورقة أكبر جزر إسبانيا، ومركزا سياحيا بارزا للسياحة الجماعية ولاسيما لمواطني كل من ألمانيا وبريطانيا.
أواني الخزف الأندلسي
داخل متحف ميورقة الإقليمي الذي يحظى بإقبال كبير من السائحين، نرى بعضا من أواني الخزف الأندلسي، ومن أبرزها صحن من خزف البريق المعدني يعود إنتاجه للقرن السادس الهجري «12 م»، خلال سيطرة خلفاء الموحدين على الأندلس. ويتميز الصحن بتصميم فني فريد يعتمد على رسم وردة ثمانية البتلات تتوسط الصحن وحولها دائرة بها زخارف نباتية دقيقة، ويلي الوردة نطاق زخرفي دائري يمتد حتى حواف الصحن، وقوام زخرفته أحرف عربية غير مقروءة رسمت بالخط النسخي المغربي بغرض الزينة وحسب، وذلك على أرضية من زخارف التوريق العربية أو الأرابيسك. وبالمتحف أيضا بعض أطباق من الخزف المرسوم تحت الطلاء الذي اشتهرت بإنتاجه الجزر والمدن الساحلية في جنوب شرق الأندلس، وهي عادة ما تزدان برسوم مستوحاة من البيئة البحرية مثل رسوم الأسماك والسفن الشراعية. عن الاتحاد الاماراتية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسية الإسبانية تتغنى بالكنوز الإسلامية وتعرض للسياح الحضارات العربية مرسية الإسبانية تتغنى بالكنوز الإسلامية وتعرض للسياح الحضارات العربية



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 07:03 2024 الخميس ,02 أيار / مايو

باسم السمرة يوجه رساله لـ أحمد السقا
المغرب اليوم - باسم السمرة يوجه رساله لـ أحمد السقا

GMT 19:55 2024 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مولود برج الحمل كثير العطاء وفائق الذكاء

GMT 21:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

أرسنال يستعيد صدارة الدوري الإنجليزي مؤقتا

GMT 07:53 2023 الخميس ,18 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 مايو/ أيار 2023

GMT 07:14 2022 الإثنين ,10 كانون الثاني / يناير

متسلق مغربي استقبل 2022 بمغامرة شدّت أنفاس الأتراك

GMT 21:58 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

صحيفة "دايلي ستار" اللبنانية تُسرّح جميع موظّفيها

GMT 20:32 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

أخنوش يُراهن الحصول على رئاسة الحكومة خلال انتخابات 2021

GMT 19:30 2015 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

وفاة روبرت سبيتزر احد اهم اطباء النفس في الولايات المتحدة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib