المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية
آخر تحديث GMT 03:00:26
المغرب اليوم -

بعد فشل مخططاتهم في الهجرة غير الشرعية عبر البحر نحو أوروبا

المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية

الهجرة غير الشرعية
طرابلس ـ علي صيام

يتحدث عبد الله فاتح الذي يجلس علي أرض رملية تحت الشمس الحارقة في مركز الاعتقال"لقد خلقنا لنكون مواطنين في هذا العالم، ونحن نفعل ما لن يستطيع غيرنا فعله من أجل أطعام أسرنا"، ويكمل "إذا لم يدعوننا لأخذ هذه الفرصة فليرجعوننا مرة أخرى إلى ديارنا ويتركوننا نموت بكرامة "، وأثناء حديثه يأتي فجأة صراخ من إحدى السيارات بداخلها سيدة تقوم بخلع ملابسها، فيما يقوم العقيد ناصر حزم قائد الوحدة المركزية للمهاجرين غير الشرعيين في طرابلس بالتلويح بذراعيه في سخط، قائلاً بأنه من الواضح بأن هذه السيدة التي تحدث ضجيجًا مختلة عقليًا متسائلا ماذا يفترض بي أن أفعل حيال ذلك، إنهم يرسلون إلي أناس مجانين.

المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية

وأقر العقيد حزم أنه لم يعد قادرًا على وقف تدفق المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط، فخلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، هناك ثلاثة آلاف شخص آخرين تركوا بيوتهم في ليبيا من أجل الوصول إلى أوروبا، في الوقت الذي توفي فيه الكثير منهم، ويذكر أن هناك ثلاثة آلاف شخص من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال قد حاولوا على مدار الثلاثة أشهر الماضية الهروب من ليبيا إلى أوروبا.

ويضيف العقيد حزم في حديثه بأنه يشعر بالأسى والحزن حينما يرى مثل هذه السيدة النيجيرية التي تصرخ، فهؤلاء قطعوا مسافات طويلة عبر الصحراء من أجل إدراك البحر، وحينما يقبض عليهم فإن ذلك يؤثر عليهم ما يجعلهم يتصرفون على هذه الشاكلة.

وصرح رئيس وزراء الحكومة الليبية التي يوجد مقرها في العاصمة طرابلس، بأن الخطط التي يسعى الإتحاد الأوروبي لتنفيذها بواسطة الإجراء العسكري لوقف تدفق المهاجرين سيتم مواجهتها بالقوة.

وكان جزء من الاتفاق الذي عقد في الماضي ما بين الغرب والعقيد معمر القذافي يقوم بموجبه الزعيم الليبي بالحد من الهجرة غير الشرعية والهجرة إلى أوروبا، إلا أن هذا الاتفاق قد نفي الآن، ما جعل السلطات الليبية تواجه ما يكفي من المشاكل خلال الوقت الراهن دون احتمال لوجود تدخل غربي، فهناك حرب أهلية مستمرة ما بين أنصار الحكومة في طرابلس، والحكومة في طبرق، فيما يعمل "داعش" على إنشاء معاقل له في سرت مسقط رأس الديكتاتور المخلوع معمر القذافي ، إلى جانب سيطرته على حقول النفط التي تعد مصدرًا للدخل بالنسبة للمدينة.

وادعى المسؤولون في ليبيا بأنه في ظل تفاقم الأزمة وندرة الموارد، فإنهم يبذلون ما في وسعهم لعرقلة مرور المهاجرين للوصول إلى أوروبا، بعد اعتراض قوارب تهريب وتنفيذ الشرطة لعمليات في منطقة طرابلس لوقف اصطحاب المهاجرين إلى البحر.

وأدت هذه العمليات في نهاية الأسبوع الماضي إلى القبض على 590 شخص ممن سافروا من مالي، ونيجر، وتشاد، والسودان، في حين كانت عصابات التهريب تتواجد في العاصمة طرابلس وريفها مسلحة جيدًا بالأسلحة التي غمرت ليبيا بعد سقوط نظام معمر القذافي ومستعدة للدفاع عن عائداتها بسبب لصلتهم بالميليشيات.

وتحدث بشير علاجي من الصومال (30عامًا)، الذي يقضي فترة اعتقال، بأن الانتقال في الماضي إلى أوروبا قبل نشوب الحرب الأهلية كان يمثل صعوبة بالغة، ولكن كان بإمكانك العمل هنا في طرابلس دون القبض عليك، وبالتالي فالكثير من الأشخاص ممن هم من جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية كانوا سعداء للعمل وإرسال المال إلى عائلاتهم.

ويتابع علاجي حديثه، بأن الوضع الاقتصادي الآن لم يعد قويًا كما كان في السابق، والمهاجرين غير الشرعيين يتم إلقاء القبض عليهم، مضيفًا أن المهاجرين يتجهون إلى إيطاليا حتى يستطيعوا إعالة أسرهم، متسائلاً ما الذي يجعله شخص يقوم بذلك إذا كان هناك عمل في الصومال يستطيع به الإنفاق على أسرته المكونة من 15 شخصًا، لا يوجد مستقبل في الصومال، بيد أن السيد علاجي سبق وأن تم اعتقاله في ليبيا في سجن أبو سليم عام 1996 إبان حكم العقيد معمر القذافي.

وعلى جانب آخر يصر محمود السعيد، وهو أحد حراس مركز الاعتقال، بأنهم لا يقومون بقهر المهاجرين، كما أنهم لا يتبعون نفس النهج الذي كان يتبعه نظام للعقيد معمر القذافي، والذي كان ينفذ عمليات التعذيب، إلا أنه هناك انتهاكات حدثت منذ اندلاع الثورة من قبل الأشخاص أنفسهم الذين عانوا تحت حكم النظام السابق.

وأنكر نائب مدير مركز الاعتقال فرج الجميشي، وجود سوء معاملة متعمدة، مشيرًا إلى أن قدرة المكان غير كافية لاستيعاب 250 شخص، فلا توجد ميزانية لهؤلاء الأشخاص في الوقت الذي ترسل فيه الحكومة الطعام يوميًا من خلال شركات التموين، فيما يوجد طبيب واحد فقط يأتي مرة واحدة كل أسبوع.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية المهاجرون الأفارقة يهربون من ويلات الحياة إلى عذاب المعتقلات الليبية



نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 13:52 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
المغرب اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 20:40 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

مارسيل غانم يعود مع "صار الوقت" ويفتتح خريف MTV

GMT 10:30 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

أجمل الأفكار لديكور طاولة العروسين في حفل الزفاف

GMT 06:20 2023 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

المركزي الصيني يضخ 421 مليار يوان في النظام المصرفي

GMT 09:35 2023 الأحد ,05 شباط / فبراير

وما أدراك ما أشباه الرجال!

GMT 20:35 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

الإمارات تُطلق تحالف إعادة تدوير الألومنيوم

GMT 08:22 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

"لاند روفر ديفندر" تعود بإمكانيات مطورة عام 2020

GMT 21:06 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الحموشي ينشر عناصر أمنية فى الأحياء الشعبية لسلا

GMT 20:37 2018 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

الإعلامية زينة يازجي تعود إلى "الشاشة" من جديد

GMT 05:28 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

حقيبة الظهر من"بولغاري" تناسب المرأة الأنيقة

GMT 10:54 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

فوزنياكي تقتنص صدارة تصنيف التنس وتتويجها بلقب أستراليا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib