الداخلة منتجع دافوس الصحراوي
محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي
أخر الأخبار

الداخلة.. منتجع دافوس الصحراوي

المغرب اليوم -

الداخلة منتجع دافوس الصحراوي

توفيق بو عشرين

انعقاد منتدى كرانس مونتانا في مدينة الداخلة، ورسالة الملك محمد السادس إلى إفريقيا من على منبر هذا المنتدى الذي حضرته وفود أكثر من 102 دولة، حدث يستحق الاهتمام والتنويه. لماذا؟

أولا: لأنه ينعقد في الصحراء، ويعطي مثالا عن كيف يمكن أن تتحول المناطق المتنازع عليها إلى فضاءات للحوار بالكلمات والأفكار والمشاريع، وليس فقط بالسلاح والحروب الباردة والساخنة. الداخلة اليوم تثبت للعالم أنها تستطيع أن تكون منتجع دافوس صحراوي لعقد الندوات وأوراش التفكير في القضايا الكبرى للعالم. وتستطيع الداخلة، بما وهبها الله من خصائص جغرافية ومناخية وبشرية، أن تكون منطقة حرة للتبادل الاقتصادي، وميناء مغاربيا يطل على الأطلسي. هذا يفتح المجال لإعادة إحياء مقترحات قديمة طرحت على جيراننا الجزائريين، الذين يدعمون مشروع انفصال الصحراء عن المغرب، لا لشيء سوى ليحصلوا على إطلالة استراتيجية على الأطلسي. طيب، وماذا لو وصلتم إلى هدفكم بلا حروب ولا انفصال ولا زعزعة للاستقرار… تفضلوا أيها الجيران، يمكننا أن نصنع من الداخلة هونغ كونغ جديدة، أو منطقة دولية على غرار ما كانت عليه طنجة قبل استقلال المغرب، وأن تفتح الأبواب للجزائريين ولغيرهم لامتلاك ميناء لتصدير الغاز والبترول من الداخلة، وربط هذه الأخيرة بآبار النفط الجزائرية، ولإقامة أبناك ومؤسسات مالية وشركات ومصانع وبزنس على قاعدة «رابح رابح» للجميع. هذا سيخلق فرص تعايش حقيقية في منطقة متوترة، وسيخلق فرص عمل وإمكانات كبيرة لتغيير العقليات القديمة. هكذا بدت لي الداخلة وهي تفتح ذراعيها لضيوفها في نادي كرانس مونتانا أول أمس… 

ثانيا: هذا المنتدى أظهر حقيقة غابت عن أذهاننا، وهي أن إسبانيا مازالت جارا بعيدا، ومازالت رواسب الماضي عالقة في ذهنها. لقد شن اليمين واليسار والحكومة ووزير خارجية مدريد حملة على الرفيق ثاباتيرو، رئيس وزراء إسبانيا السابق، لأنه قبل المشاركة في منتدى عالمي في الداخلة، ووصل التهور وقلة الحس الدبلوماسي بوزير الخارجية الإسباني، غارسيا مارغايو، إلى حدود تعبيره عن رفضه مشاركة رئيس وزراء إسبانيا السابق في هذا اللقاء، حيث قال في مؤتمر صحافي أول أمس: «لقد تلقيت رسالة من ثاباتيرو يخبرني فيها بأنه سيشارك في منتدى دولي في مدينة الداخلة، الشيء الذي رفضته»، يقول غارسيا مارغايو، متسائلا: «كيف يمكن لثاباتيرو المشاركة في منتدى رفض من قبل الاتحاد الإفريقي لأنه يتعارض مع جهود المجتمع الدولي لحل النزاع في الصحراء؟».

كلام مارغايو يتطلب ردا قويا وواضحا من قبل صلاح الدين مزوار، وهي مناسبة لوضع النقط على الحروف، خاصة أن وزير خارجية إسبانيا تخلى عن كل حس دبلوماسي، وقال للصحافيين: «اسألوا قيادة الحزب الاشتراكي عن سفر ثاباتيرو للمشاركة في منتدى غير مرخص له ولا يساهم في إيجاد حل سياسي وعادل لقضية الصحراء».

كنت أعتقد أن إسبانيا، والحزب اليميني فيها، قد تخليا عن نظرتهما إلى قضية الصحراء، وإلى دور الاستفزاز الذي كان يلعبه الحزب اليميني في نسخته «الأزنارية»، لكن يبدو أن شيئا من هذا لم يتحقق، وأن إسبانيا بلعت لسانها الطويل إزاء الصحراء تحت ضغط الأزمة الاقتصادية، وحاجتها إلى خدمات المخابرات المغربية التي تتعاون مع الإسبان لحماية أمنهم من الخلايا الإرهابية النائمة والمستيقظة على أراضي شبه الجزيرة الإيبيرية… أمر مؤسف أن ترى مدريد في مشاركة رئيس حكومتها السابق في ندوة بمدينة الداخلة عرقلة لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء. طيب، ولماذا لا ترى حكومة راخوي أن البواخر الإسبانية التي تصطاد في المياه الدافئة للأقاليم الصحراوية عرقلة لإيجاد حل سياسي لنزاع الصحراء؟ هذا نفاق ممجوج ولعب على أكثر من حبل، سينتهي نهايات غير سعيدة بالنسبة إلى المصالح الكبرى لإسبانيا في المغرب.

ثالثا: خبر انعقاد منتدى عالمي في الداخلة يعطي صورة عن الأقاليم الجنوبية غير تلك الصور النمطية التي اعتدناها في الإعلام عن جولات روس الفاشلة، وعن تقارير الأمم المتحدة، وعن تظاهرات الصحراويين أتباع البوليساريو، وعن أخبار الرفيق بلفقيه في قيادة كلميم التي تغلي هذه الأيام… لقاء كرانس مونتانا يعطي أخبارا جديدة وصورة جديدة للمنطقة التي تزخر بمؤهلات كبيرة، والتي لا يمكن أن تنتظر الحل الذي يأتي أو لا يأتي. على المغرب أن ينتقل إلى صيغة الحل من طرف واحد، وأن ينزل مشروع الحكم الذاتي في الصحراء على الأرض، وأن يعطي الدليل العملي على أنه جاد في موضوع الحل السياسي لنزاع الصحراء، وأنه ملتزم بإدارة ديمقراطية عصرية وحقوقية وتشاركية مع أبناء المنطقة التي لها خصوصية تاريخية وسياسية وقبلية معقدة. لننزل مشروع الحكم الذاتي، ونترك الباب مفتوحا للطرف الآخر ليلتحق، وليتأكد أن هناك نية سليمة هنا حتى في وجود نية سيئة هناك…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الداخلة منتجع دافوس الصحراوي الداخلة منتجع دافوس الصحراوي



GMT 00:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الخطاب وإرادة الإصلاح (3)

GMT 00:36 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 00:32 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 00:29 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 00:26 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 00:23 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مسلة فرعونية مقابل ساعة ميكانيكية!

GMT 00:20 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت باردو.. «وخلق الله المرأة»!

GMT 00:17 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صُباع الزمّار في لندن

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib