في نقد غياب الحاجة إلى المؤسسات
أمطار غزيرة تضرب إسرائيل وتتسبب في أضرار للبنى التحتية وأنظمة الاتصالات لقاعدة جوية زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا الاحتلال الإسرائيلي يداهم منازل في مدينة جنين وبلدة عرابة جنوبا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً
أخر الأخبار

في نقد غياب الحاجة إلى المؤسسات!

المغرب اليوم -

في نقد غياب الحاجة إلى المؤسسات

بقلم : حسن طارق

بخفة مثيرة وباستسهال مريب، يُراد لفكرة “غياب الحاجة إلى المؤسسات” أن تنمو وتترعرع – كعشبة سامة – في بعض الأوساط السياسية والإعلامية، على هامش تعقد مسار مفاوضات تشكيل حكومة ما بعد 7 أكتوبر.
هذه “الأغنية البئيسة”، لا تبدو دائما وليدة لسذاجة عابرة أو لضعف – طبيعي- في الثقافة الديمقراطية، لكنها تكاد تصبح مع التواتر والتكرار، ومع الانتباه لنوعية حامليها والمنافحين عن مضمونها، دليلا مفضوحا على صناعة جديدة/قديمة “للمطبخ” نفسه، المعتاد على إعادة تقديم الوجبات “البائتة” ذاتها المختصة في تكييف وتوجيه الرأي العام .
لذلك فهي لا تُستدعى مجرد موقف للتجاهل السياسي، أو حتى تمرين الدحض الفكري، بقدر ما تتطلب واجب الإدانة الأخلاقية القوية .
الحقيقة أن القول بأنه لا حاجة إلى المغاربة بمؤسسات مثل البرلمان والحكومة، لا يعني في عبارة أخرى، أشد وضوحا وبساطة، سوى أن المغاربة لا حاجة لهم بالديمقراطية .
إذ إن مثل هذه المقولة السهلة، تشكل في العمق طلبا ملحا على عودة السلطوية، ومديحا مجانيا لنظام سياسي مغلق، بدون قنوات للتعبير عن الإرادة العامة، وبلا آليات للوساطة السياسية
وهي بالتأكيد “كفر” عمومي معلن بالدستور، وبالاختيار الديمقراطي المكرس، وبالأفق التاريخي للحداثة السياسية مجسدا في دولة المؤسسات .
ذلك أن هذه المؤسسات، عموما، ليست ضرورية فقط للديمقراطية، بل هي عنوانها الأبرز، القادر على نقل السياسة من حالة المزاج والشخصنة، إلى حالة العقلنة والترشيد والموضوعية والمشاركة .
إنها، في الحالة المغربية، خلاصة أجيال متواصلة من النضال – غير المكتمل- لأجل تزويد نظامنا السياسي، بمنظومة للتدبير العمومي تحترم دولة القانون وحقوق وحريات المواطنين، وتربط إدارة الشأن العام، بإرادة الناخبين، وتحاول أن تجعل من القرار السياسي موضوعا للمساءلة والرقابة الشعبية.
في النهاية، فإن خطاب العدمية المطلقة تجاه مؤسسات التمثيل والمشاركة والتداول، ليس سوى هجوم أرعن على السياسة، وعلى المواطنة .
فاليوم، كما بالأمس، يبقى الهجوم على المؤسسات وتبخيسها المنظم، امتدادا لتاريخ طويل من الحرب ضد السياسة، وضد الحزبية، وضد كل تعبيرات الإرادة الشعبية .
الإيديولوجيا المنتجة لهذه الحرب والمحرضة عليها، تتقاسمها ثلاثة مصادر مختلفة ومتحالفة. أولها ثقافة سياسية سلطوية ترى في المؤسسات تهديدا لمصالحها المتراكمة، المبنية على قاعدة الريع والزبونية، خارج منطق القانون والشفافية، وثانيها ثقافة سياسية تقنقراطية ترى في المؤسسات تهديدا لتدبيرها الاقتصادي والاجتماعي، المبني على قاعدة الولاء لمراكز النفوذ، خارج منطق المسؤولية والمحاسبة، وثالثها ثقافة سياسية شعبوية ترى في المؤسسات ومنظومات الوساطة الحزبية والمدنية، عدوها الرئيس وتناقضها الأساس.
في النهاية، تبقى الحاجة إلى المؤسسات، تطلعا طبيعيا إلى هواء الديمقراطية وإلى الإرادة الشعبية، ولذلك فهي حاجة حيوية ومبدئية للمجتمع وللدولة.
دون ذلك، فالتهليل لغيابها لن يصنع أفقا للمستقبل، بقدر ما قد يبدو مجرد حنين سلطوي/ مرضي لزمن سياسي مضى.

المصدر :صحيفة اليوم24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في نقد غياب الحاجة إلى المؤسسات في نقد غياب الحاجة إلى المؤسسات



GMT 09:40 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فعول، فاعلاتن، مستفعلن.. و»تفعيل» !

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

من يسار ويمين إلى قوميين وشعبويين

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

خطة حقوق الإنسان: السياق ضد النص

GMT 07:07 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المهنة: مكتب دراسات

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 12:46 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما
المغرب اليوم - تعاون جديد بين محمد سعد وغادة عادل بعد 25 عاما

GMT 12:48 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 26-9-2020

GMT 17:35 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 04:00 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

ملابس محجبات باللون الأسود لإطلالات متنوعة

GMT 18:27 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تتمتع بسرعة البديهة وبالقدرة على مناقشة أصعب المواضيع

GMT 21:01 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حسنية أغادير يهزم بني ملال في الدوري المغربي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib