ثمن الديمقراطية
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق انفجار عبوة ناسفة قرب جسر الحرية وسط دمشق دون تسجيل إصابات رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا
أخر الأخبار

ثمن الديمقراطية

المغرب اليوم -

ثمن الديمقراطية

بقلم : حسن طارق

بغير قليل من الذهول، نتابع كيف استسلم كثيرون، بمناسبة تأخر عمل البرلمان، لعاطفة جياشة مفاجئة نحو المال العام، وكيف أن الذين لم يسبق أن سُمع لهم صوت في قضايا الفساد، وفي زواج السلطة بالمال وارتباط الاقتصاد بالسياسة، وفي الملفات الصارخة لتضارب المصالح الكبرى، قد أصبحوا يذرفون دموعا غزيرة على غياب البرلمان، وهم في ذلك لا يلتفتون إلى أثر هذا الغياب على اشتغال المؤسسات أو على منظومة الوساطة السياسية، بل يركزون بهوس غريب على الكلفة المالية لهذا الغياب.

وعندما يفعلون ذلك، يدفعون بمنطقهم إلى مداه الأقصى، ليصلوا في نهاية التحليل إلى خلاصتهم السعيدة بأن لا حاجة إلينا في النهاية بهذا البرلمان، حيث غيابه أو حضوره لا يغير في الواقع أي شيء، اللهم ما كان من كتلة الأجور المحولة باسمه!

التركيز على “الغياب” يستحضر في مضمرات الخطاب، الإشادة بالحضور الوازن لمؤسسة أخرى، ليست سوى المؤسسة الملكية، في استدعاء جديد لتقابلات قديمة قائمة على التبسيط والاختزال والقفز على الاختلاف الواضح في الشرعيات والصلاحيات، تريد أن تصور لنا مغربا سياسيا بسرعتين، وهي مقارنات تستند إلى حقيقة الفعالية الاستراتيجية للمؤسسة الملكية، في الداخل وفي الخارج، لكنها تريد أن تبخس جهد باقي المؤسسات، وتحولها، بكاريكاتورية ظالمة، إلى مجرد عبء ثقيل على مسار التقدم .

تنطلق “الأغنية” الجديدة، من أن أم المشكلات المطروحة على بلادنا، تتجلى في عطالة البرلمان، وما يستتبع ذلك من هدر للمال العام .

لا يلتفت هذا الإدعاء إلى واقع الأشياء، حيث اشتغال البرلمان مرتبط بفرز أغلبية سياسية يهيكل حولها مؤسساته (حيث الدستور يفترض تنظيم أجهزة ولجان البرلمان وفق معادلة الأغلبية /المعارضة).

وحيث زمن التفاوض هو زمن طبيعي في الديمقراطية، فالزمن الديمقراطي المبني على فكرة التناوب، ومنطق العودة إلى الإرادة الشعبية، يحمل بالضرورة في تعاقبه بياضات الانتقال من ولاية إلى أخرى .

ذلك أنه وحده الزمن السياسي السلطوي، يتميز بالنمطية والثبات .

إن البرلمان المغربي، مؤسسة تحمل أعطاب الديمقراطية في بلادنا، وتجر وراءها تاريخا طويلا من التهميش والازدراء السلطوي، وهي امتداد طبيعي لهشاشة النخب وزبونية بعض الأحزاب، وهي في النهاية نتاج نظام انتخابي تحضر في كثير من محدداته الإدارة والمال والنفوذ.

وهو بالتأكيد ليس مؤسسة مثالية، لذلك فهو محتاج إلى الكثير من النقد الديمقراطي، لكن ليس للتتفيه الشعبوي .

ذلك أنه في السياق المغربي الحالي، يشكل البرلمان بؤرة للتعبير عن الإرادة الشعبية، وعن الطموح الديمقراطي .

لذلك فمهاجمته، بشكل يومي، لأسباب حقيقية أو مختلقة، أو بلا أسباب تقريبا، بعد انتخابات تشريعية، شهدت واحدا من أعلى مستويات التعبئة السياسية، النوعية والكبرى، في تاريخ السياسة ببلادنا، لابد أن يطرح بعض الأسئلة؟

ذلك أن هذا الهجوم الممنهج، اليوم، على البرلمان، عندما يُقرأ في سياقه، لا يمكن أن يفهم إلا كهجوم بأثر رجعي على 7 أكتوبر، وهو هجوم في العمق على الديمقراطية .

والذين يتباكون اليوم على الكلفة النقدية لغياب البرلمان، نأمل أن نرى لهم دموعا في ما هو خارج دائرة الحائط القصير للمنتخبين، وقبل ذلك ندعوهم بسذاجة إلى محاولة المقارنة بين كلفة غياب البرلمان قبل بناء الأغلبية الجديدة، وبين كلفة الاستبداد واللاديمقراطية.

وهي مقارنة، مع الآسف، تحتاج إلى روح التاريخ وليس إلى آلة الحساب المستعارة من أقرب محل “بِقالة” .

ذلك أن الديمقراطية ليست مجرد عمليات حسابية، فالكرامة أو الحرية أو العدالة أمور لا تقدر في النهاية بثمن !

المصدر :صحيفة اليوم24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثمن الديمقراطية ثمن الديمقراطية



GMT 09:40 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فعول، فاعلاتن، مستفعلن.. و»تفعيل» !

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

من يسار ويمين إلى قوميين وشعبويين

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

خطة حقوق الإنسان: السياق ضد النص

GMT 07:07 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المهنة: مكتب دراسات

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 17:33 2024 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

الجمبسوت الفضفاض لإطلالة راقية في خريف 2024

GMT 15:36 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

ضجيج

GMT 14:16 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

مجموعة أزياء Givenchy لربيع وصيف 2020 في أسبوع في باريس

GMT 12:23 2022 الإثنين ,20 حزيران / يونيو

نصائح متنوعة خاصة بديكورات العرس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib