هجمات 30 سبتمبر
إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران وفنزويلا بسبب الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تفاؤل بانتعاشة قوية للدولار الكندي في 2026 بدعم تحسن الاقتصاد وتغير مسار الفائدة سرقة 30 مليون يورو في عملية إحترافية تستهدف خزانة أحد البنوك في مدينة جيلسنكيرشن غرب ألمانيا
أخر الأخبار

هجمات 30 سبتمبر

المغرب اليوم -

هجمات 30 سبتمبر

غسان شربل
بقلم : غسان شربل

بعض التواريخ يذهب فوراً إلى التاريخ. بسبب طبيعته. وخطورته. وعدد ضحاياه. ولأنه يعلن صراحة أن ما بعده لن يكون كما قبله. وهذا ما حصل. إنها نهاية حقبة. في أوكرانيا. وروسيا. وأوروبا. والعالم.
كان المشهد غير مسبوق فعلاً. جاء 4 بارونات من أوكرانيا محمولين على نتائج استفتاءات. ألقوا بمقاطعاتهم بين يدي القيصر الروسي. وما كان مقدراً أن يخيّبهم. فمنذ وليمة القرم وبلاده تنفخ في جمر المقاطعات الأوكرانية التي تشبهها. وفي أجواء إمبراطورية، أخرج السيد الرئيس قلمه ووقع. ألحق المقاطعات التائهة بـ«روسيا العظمى» مطمْئناً سكانها أن إقامتهم الجديدة ستدوم «إلى الأبد». ولم يغب عن باله أن يبلغ العالم أن بلاده ستدافع عن المستجيرين بها بكل ما تملكه من وسائل وإمكانات. والعقيدة الدفاعية الروسية لا تستبعد إشراك السلاح النووي إذا كان مصير «روسيا المقدسة» مهدداً.
كان المشهد غير مسبوق فعلاً. كاد القيصر يرقص. لم ينجح في كبح مشاعره على رغم دروس إخفاء المشاعر التي تلقاها في إمبراطورية «كي جي بي». وكانت الكلمة التي وجّهها إلى الروس والعالم صريحة وقاطعة. ألقى بثقله وبكامل رصيده وكشف أوراقه. الحرب في أوكرانيا جزء من حرب كبرى. جزء من انتفاضة هائلة ضد عالم القطب الواحد عالم الاستعمار والاستغلال والهيمنة. قدم نفسه زعيماً للعالم الجديد المعادي للغرب بنموذجه وقيمه وثوراته الملونة. شيء يشبه الإعلان عن ستار حديدي جديد. كأنه رسم الخط الأحمر متكئاً على الترسانة النووية. لم يستخدم مفردات «الطاغوت» و«الكفار» التي كان يستخدمها زعيم «القاعدة» ولم يستخدم عبارة «الشيطان الأكبر» التي أطلقتها الثورة الخمينية، لكنه كان أعنف عملياً؛ إذ إن خطابه تضمن سلسلة من الهجمات. هجمات على أميركا وأوروبا والدول التي خانت الاتحاد السوفياتي والتحقت بقطار «الناتو». حوّل الحرب في أوكرانيا حرباً مقدسة. حوّلها حرب وجود لا بد من الذهاب فيها من دون التوقف عند التكاليف. ذهب بعيداً ولم يعد قادراً على التراجع. الانتكاسات الميدانية الأخيرة لجيشه ستضاعف رغبته في التصعيد. إنها الآن مشكلته ومشكلة العالم معه.
كان ذلك في 30 سبتمبر (أيلول) وهو التاريخ الذي لن يستطيع العالم أن ينساه. أعطى القيصر لسبتمبر ما بخل به على الشهور الأخرى.
في البدايات ارتبط شهر سبتمبر بمشاهد لطيفة. تلامذة يخلعون الصيف مرغمين ويسلكون دروب المدارس. أوراق تستقبل الخريف وتستعد لخيانة أشجارها. وعصافير تبحث عن مخابئ لاتقاء الأمطار المقبلة والرياح المقتربة. وكان الزمان سهلاً. لا «القرية الكونية» ولدت، ولا الهاتف الذكي جاء بالعالم إلى جيبك، ولا وسائل التواصل الاجتماعي ضخت عجائبها وسمومها.
تعلمنا لاحقاً مواعيد أخرى لسبتمبر. ففي اليوم الأخير منه في 1938 انحنت بريطانيا وفرنسا أمام عناد هتلر وموسوليني ووقعتا اتفاق ميونيخ فتضاعفت شراهة الرجلين. وفي هذا الشهر من 1970 خُطفت الطائرات إلى «مطار الثورة» في الأردن واندلعت الاشتباكات بين الجيش الأردني والمنظمات الفلسطينية فوُلدت منظمة «أيلول الأسود». وفي هذا الشهر الخريفي من 1972 ستطل هذه المنظمة لتهاجم الفريق الإسرائيلي في الألعاب الأولمبية في ميونيخ. شهر مثقل بالتواريخ. فيه أفسد نيكيتا خروتشوف دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة حين عبّر عن غضبه على طريقة فلاح أوكراني. وفيه اندلعت الحرب المديدة بين العراق وإيران. وفيه تم التوقيع على اتفاقي كامب ديفيد. وفيه تصافح ياسر عرفات مع إسحق رابين. وفيه عثر على حطام «تايتانيك» أشهر السفن الغارقة. ولا يصح تناسي أن الحرب العالمية الثانية بدأت في «الفاتح من سبتمبر» تماماً كما بدأ لاحقاً عصر معمر القذافي.
في السنة الأولى من القرن الحالي استولت على مواعيد الشهر الشهير «هجمات 11 سبتمبر». كان العداء للغرب بنماذج نجاحاته وقوته وهيمنته هو المحرك لسلوك أسامة بن لادن. ينتمي بوتين وبن لادن إلى عالمين مختلفين ولا تصح أي مقارنة بينهما، رغم السنوات الخمس التي تفصل ولادتهما. رجلان من كوكبين وقاموسين، لكن خيط العداء للغرب موجود في أعماق كل منهما. خيط العداء والرغبة في الثأر وتصفية الحسابات. لا تصح المقارنة بين زعيم تنظيم إرهابي ورئيس لدولة عظمى، حتى لو اشتركا في اختيار سبتمبر موعداً لتوجيه الضربات الكبرى. حلم بن لادن باستدراج أميركا إلى الفخ الأفغاني آملاً أن يلحق بها ما ألحقته تلك البلاد الصعبة التي يتعذر الانتصار فيها بالاتحاد السوفياتي. وها هو بوتين يحلم بإذلال أميركا في الفخ الأوكراني.
أوقع خطاب 30 سبتمبر العالم في مأزق. من يقطع رأس خريطة يقطع أنابيب الغاز. ومن يدري فقد يكون بوتين يراهن على الخريف والشتاء. لن يحزن إذا رأى الأضواء خافتة أو غائبة عن قوس النصر الفرنسي. أو إذا رأى أسنان ألماني تصطك من البرد. أو رأى أسرة بريطانية تسهر على ضوء الشموع.
أخطر ما في خطاب 30 سبتمبر أنه لم يترك للغرب فرصة لاسترضاء بوتين بثمن مقبول. ظهر جلياً أن برنامجه أكبر من أوكرانيا وأخطر. واضح أنه يتوقف طويلاً عند التواريخ. اختار لخطابه يوماً كان احتفل فيه سراً في 2015 بنزول قواته في سوريا. ثم من يدري فقد يكون اختار تحويل أكتوبر (تشرين الأول) إلى امتحان حاسم لإرادة الغرب. تماماً كما فعل خروتشوف قبل 60 عاماً في أزمة الصواريخ الكوبية.
هجمات 30 سبتمبر توحي أن القيصر يحب الخريف. والسؤال هو خريف من هذه المرة. خريف أوكرانيا أم خريف روسيا؟ خريف أوروبا أم خريف العالم؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هجمات 30 سبتمبر هجمات 30 سبتمبر



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 22:02 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها
المغرب اليوم - اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها

GMT 22:48 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي
المغرب اليوم - التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib