فاصل ولا نواصل

فاصل.. ولا نواصل

المغرب اليوم -

فاصل ولا نواصل

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

لا شىء يفسد على المشاهدين متابعة دراما رمضان إلا فواصل الإعلانات، التي تمزق الحلقة إلى أشلاء، وتجعل من كل حلقة أجزاء متفرقة لا يكاد يربطها رابط.

والمفروض في كل عمل درامى أنه يحمل «رسالة» إلى جمهور المتابعين لأن الترفيه ليس هو الهدف الوحيد من وراء إذاعة الدراما على الناس، ولا التسلية وحدها هي الغرض في النهاية.. الترفيه والتسلية هدفان، ولكن هناك أهداف أخرى توجد بجانبهما.. وفى مسلسل الإمام الشافعى على سبيل المثال، نجد أن هذا واضح من عنوانه الذي يقول: رسالة الإمام.

والمعنى في صياغة العنوان بهذا الشكل أن وراء المسلسل شيئًا يُراد توصيله إلى كل مَن يشاهده، وأن هذا الشىء إذا لم يصل فإن الفكرة تتفرغ من محتواها.

ولا أمل في وصول رسالة أي عمل فنى إلى مشاهديه إذا بقى هذا الصخب الإعلانى داخل أعمال رمضان بالذات، وإذا ظل الأمر وكأننا أمام حلقة من الإعلانات تتخللها دراما متناثرة هنا وهناك.

وقد تمنيت لو أن مركزًا من مراكز قياسات الرأى العام الموثوق بها قد راح يستقصى آراء المشاهدين عما إذا كانوا يتوقفون عند الإعلانات في أي عمل فنى، أم أنهم يتجاوزون الفقرة الإعلانية إلى غيرها، ويبحثون عن شىء ينشغلون به إلى أن تنتهى الفقرة!.

ينسى المعلن أن المشاهد في يده ريموت كونترول، وأنه حر في أن يتنقل بين القنوات دون قيد، وأنه يهرب عند بداية الفاصل الإعلانى إلى قناة أخرى حتى ينتهى الفاصل، فإذا انتهى عاد يتابع المسلسل من جديد، وقفز بالتالى فوق الفقرة الإعلانية كلها!.

وينسى المعلن أيضًا أن منصات كثيرة تُغرى المشاهدين بعرض الأعمال الفنية كاملةً دون دقيقة إعلانية واحدة، وهى منصات متاحة باشتراك لا يمثل عبئًا ماديًّا على أي راغب في الاشتراك، وهذا ما بدأ ينتشر خلال الفترة الماضية، ثم ازدادت مساحته وراح يكسب أرضًا جديدة كل يوم.

إننا نعرف أن الإعلان هو عصب أي عمل إعلامى، وأنه هو الذي ينفق على العمل ويعوض تكلفة إنتاجه، ولكن هذا ليس مبررًا لأن يطغى الإعلان على الإعلام إلى هذا الحد المستفز، ولا هو مبرر لأن تتوه «الرسالة» التي يحملها العمل الفنى وسط تفاصيل إعلانية لا أول لها ولا آخر، فتكون النتيجة أن تضل طريقها فلا تصل إلى هدفها الذي تتجه إليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاصل ولا نواصل فاصل ولا نواصل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 16:26 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

هاجر أحمد تعود إلى دراما رمضان بشخصية جديدة
المغرب اليوم - هاجر أحمد تعود إلى دراما رمضان بشخصية جديدة

GMT 07:43 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 01:10 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"أوتلاندر PHEV" تحفة ميتسوبيشي الكهربائية

GMT 06:45 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 06:32 2023 الأحد ,23 إبريل / نيسان

انقطاع شبه كامل لخدمة الإنترنت في السودان

GMT 07:00 2016 السبت ,17 أيلول / سبتمبر

متى يعود "الزعيم" إلى سكة الألقاب؟

GMT 17:31 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

الحسين عموتة يؤكد احترامه للعقد الذي يربطه مع الوداد

GMT 23:28 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أفضل طرق تنظيف جلد السيارة بطريقة صحيحة

GMT 13:13 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المصري للكرة يتخذ إجراءات أمنية لإيقاف مرتضي منصور
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib