ليس كمَنْ يده في النار
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

ليس كمَنْ يده في النار

المغرب اليوم -

ليس كمَنْ يده في النار

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

نظرة سريعة على الجزء الشرقي من خريطة العالم سوف تقول لنا إن جزيرة تايوان تقع في القلب من هذا الجزء، وإن مياه المحيط الهادي تحيط بها من الجهات الرئيسية الأربع، وإن موقعها هو إلى الجنوب الشرقي من الصين.
 

وسوف تقول المعلومات الأساسية عنها، إن اسمها في السابق كان فورموزا، وإنها تبعد عن الصين 140 كيلو متراً تقريباً، وإن مضيقاً يفصل بينها وبين الشواطئ الصينية على المحيط، وأن اسمه مضيق تايوان.

ورغم أن هذه الجزيرة لا تكاد تغيب عن مانشيتات الأخبار في وسائل الإعلام، إلا أنها كانت تحتل هذه المانشيتات أكثر خلال الأيام القليلة الماضية، وكان السبب أن انتخابات رئاسية جرت فيها، وأن نتيجة الانتخابات قد جرى الإعلان عنها يوم السبت 13 من هذا الشهر، وأن لاي تشينغ تي كان هو المرشح الفائز فيها.

ورغم أنه كان قبل الانتخابات شخصاً معروفاً في البلاد، ورغم أن الذين يتابعون شأن بلاده يعرفونه قبل فوزه، بحكم إنه كان نائب تساي تساي إنغ وين، الرئيسة السابقة للجزيرة، إلا أن الإعلان عن فوزه لم يصادف ارتياحاً لدى الصين.

وكان سبب عدم الارتياح أن الحكومة في بكين تعرفه، أو بمعنى أدق تعرف أفكاره، وتعرف أن من بين هذه الأفكار تأييده لاستقلال تايوان عن الصين، التي ترى الجزيرة منطقة صينية تتمتع بالحكم الذاتي.. وقد سارعت الحكومة الصينية فوصفت لاي تشينغ بأنه «مثير للمشاكل» وأضافت أن فوزه لن يعوق التوجه نحو إعادة التوحيد بين الجزيرة والصين لأنه توحيد حتمي.

وليس سراً أن أهمية تايوان وحيويتها تنبع منها في حد ذاتها، ثم تنبع مرة ثانية من موقعها، فأما التي تنبع منها في حد ذاتها فلأن الجزيرة تنتج ما يقرب من 70 ٪؜ من أشباه المواصلات في العالم، وهذا ما يعطيها أهميتها لأن هذه الأشباه تدخل في صناعات دقيقة كثيرة، وأما الذي ينبع من موقعها فلأن 50 ٪؜ من الحاويات المنقولة حول العالم تمر من خلال مضيق تايوان، وبالتالي، فهي جزيرة حيوية للغاية وموقعها مؤثر جداً في حركة التجارة العالمية.

وإذا كان لاي تشينغ تي قد فاز في 13 يناير، فهو لن يتولى السلطة إلا في العشرين من مايو، وسوف يكون علينا أن ننتظر إلى هذا التاريخ لنرى من بعده كيف سيتصرف الرجل عندما يكون على رأس الجزيرة، وعندما يجد أن خيوط السلطة كلها في يده؟

إن هناك فارقاً كبيراً بين أن يكون نائباً للرئيسة فيقول ما يحب ويشاء، ويتحدث عما يرى من الأفكار، وبين أن يكون هو الرئيس فيكتشف أن ما يقوله محسوب عليه بالكلمة، وأن عليه أن يتمهل قبل أن يقول ما يريد أن يقوله للعالم من حول الجزيرة.

وبمعنى آخر، فإن التجربة في مثل حالة لاي تقول إن كثيرين من الساسة يتشددون في أفكارهم ما داموا خارج السلطة، وإن هذا التشدد سرعان ما يتحول قليلاً أو كثيراً عندما يجدون أنفسهم في مواقع المسؤولية، فيتبدل الحال إلى نوع من الواقعية السياسية التي تتعامل مع الواقع حسب قواعده المستقرة، لا حسب ما يقول التشدد القديم ويشير!

ولأن الجزيرة موضع شد وجذب طول الوقت بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين الصين، فإن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان حريصاً منذ لحظة الإعلان عن فوز الرئيس الجديد على أن يهدئ ولا يواصل التصعيد، فقال عقب الإعلان عن فوز تشينغ أن واشنطن لا تدعم الاستقلال بالنسبة لتايوان، وهذا من شأنه طبعاً أن يصادف ارتياحاً لدى الحكومة في بكين.

ويمكن اعتبار هذا التصريح من جانب بايدن نوعاً من الواقعية السياسية بظلالها المختلفة، ويبقى أن نعرف ما إذا كان الرئيس الجديد سيتبنى النهج نفسه؟.. وهذا ما لن يكون متاحاً لنا قبل العشرين من مايو في هذه السنة، وقد قيل دائماً إن مَنْ يده في الماء ليس كمن يده في النار.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كمَنْ يده في النار ليس كمَنْ يده في النار



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 13:13 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام
المغرب اليوم - الثوم يعزز المناعة ويخفف أعراض الزكام

GMT 18:54 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة
المغرب اليوم - مغربية تجوب قلب أفريقيا بالدراجة الهوائية في أخطر مغامرة

GMT 14:12 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل
المغرب اليوم - تظاهرات الطلاب في إيران تمتد إلى 10 جامعات على الأقل

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات

GMT 06:36 2021 الخميس ,16 كانون الأول / ديسمبر

الحلقة المفقودة في مواجهة «كورونا» ومتحوراته

GMT 13:15 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مؤلف كتاب "الحفار المصري الصغير" يكشف موعدا هاما

GMT 04:25 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

فيروس "كورونا" يُحبط أوَّل لقاء بين سواريز ضد برشلونة

GMT 17:11 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib