السلام الأمميإرهاصات نهاية حقبة

السلام الأممي...إرهاصات نهاية حقبة

المغرب اليوم -

السلام الأمميإرهاصات نهاية حقبة

إميل أمين
بقلم : إميل أمين

مع نهاية العام، يبدو أن أحد الأسئلة المثيرة للتفكير، سواء على الصعيد الفردي أم الجمعي، هو ذاك المتعلق بمستقبل حالة السلام العالمي، وهل نحن على مشارف من فترة هدوء واستقرار، أو على مشارف حقبة من القلاقل، يفقد العالم فيها واحدة من أطول فترات السلم التي سادت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الساعة؟

منطلقات التساؤل عديدة، وتتراوح ما بين حروب قائمة لا تبدو لها نهاية واضحة في الأفق، كما الحال مع الحرب الروسية - الأوكرانية، وشقوق في جدار السلم العالمي كما الوضع الساخن والملتبس في أميركا اللاتينية، لا سيما إذا انفلش العنف المسلح بدءاً من فنزويلا، وصولاً إلى جوارها في كولومبيا وغيرها من دول القارة الجنوبية.

في قراءة معمقة، نُشرت أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عبر مجلة «الفورين آفيرز» الأميركية الذائعة الصيت، تناول اثنان من كبار العقليات الأميركية، التنظيرية والعملياتية، قضية السلم العالمي، وما إذا كانت أعظم إنجازات التاريخ مهددة بالخطر.

الأول هو البروفسور غراهام إليسون، رجل فخ ثيوسيديديس العتيد، الذي عدّ أن الصراع بين الولايات المتحدة والصين، لا بد حادث قطعاً، بالضبط كما جرت المقادير قبل ألفي عام بين أثينا وإسبرطة.

والثاني، جيمس أ. وينفيلد، نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة سابقاً، ورئيس المجلس الاستشاري الرئاسي للاستخبارات من عام 2022 إلى عام 2025.

في تقدير القامتين الكبيرتين المتقدمتين، أن العقود الثمانية الماضية، كانت أطول فترة بلا حرب بين القوى العظمى منذ الإمبراطورية الرومانية. وجاءت هذه الحقبة الاستثنائية من السلام الممتد بعد حربين كارثيتين.

لكن اليوم، يبدو العالم على عتبات نظام دولي جديد، وأوضاع كفيلة بأن تجعل إرث ذلك السلام، هشاً ومعرضاً للكسر في أي وقت، لا سيما في ظل متغيرين خطيرين... ماذا عن ذلك؟

المتغير الأول، موصول باستعلان عصر جديد من التسلح النووي، والعودة إلى سباق التجارب النووية، وفي الوقت عينه دخول أطراف دولية جديدة إلى النادي النووي.

فيما الأمر الثاني، موصول بالحروب المحتملة في ظل أجواء الذكاء الاصطناعي، حيث المخاوف رابضة خلف الباب، من أن تتسيد الآلة على البشر عند لحظة زمنية بعينها.

أظهرت الحرب الروسية - الأوكرانية، أن هناك احتمالات لحدوث حرب نووية، لا تبقي ولا تذر. وفقاً لصحيفة «النيويورك تايمز»، قدرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية احتمالات ضربة نووية روسية بنسبة 50 - 50 إذا كان الهجوم المضاد لأوكرانيا على وشك اجتياح القوات الروسية المنسحبة، ورداً على ذلك، تم إرسال مدير وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز إلى موسكو لنقل المخاوف الأميركية.

لحسن الحظ، والحديث للجنرال وينفيلد، ثبط التعاون المبتكر بين الولايات المتحدة والصين وروسيا، لكنه ذكّر بهشاشة المحرمات النووية، وهي القاعدة العالمية غير المعلنة التي تنص على أن استخدام الأسلحة النووية يجب أن يكون خارج نطاق البحث.

هل آفة كوكبنا البشري هي النسيان، ما يمكن أن يقود إلى مغامرات عسكرية جديدة، تنهي ما أطلق عليه المؤرخ جون لويس جاديس عام 1987 لفظة «السلام الطويل»؟.

قبل وفاته عام 2023، ذكّر هنري كيسنجر زملاءه مراراً بأنه يعتقد أن هذه العقود الثمانية من السلام بين القوى العظمى من غير المرجح أن تصل إلى قرن كامل.

ولعله من مصادفات القدر أن تواكب هذه الحقبة، مرور 250 سنة على نشوء وارتقاء الولايات المتحدة، بوصفها قوة فاعلة، اعتبرت ذات مرة، المكافئ الموضوعي لفكرة «الباكسا رومانا»، أي أن واشنطن قادرة على أن تنشر السلم العالمي وتحافظ عليه، كما فعلت الإمبراطورية الرومانية قبل نحو ألفي عام.

لكن ليت الأمر يمضي على هذا النحو، فقد فاجأنا المؤرخ الأميركي الجنسية الاسكوتلندي الأصل، نيل فيرغسون مؤخراً بما يشبه النبوءة، التي قال فيها: «إن الجمهوريات لا تدوم أكثر من مائتين وخمسين عاماً».

لم يكن فيرغسون وحده من رسم ملامح للولايات المتحدة الأميركية على هذا النحو، ذلك أن المؤرخ النرويجي ورجل سلام وحرب الخوارزميات يوهان غالتونغ، بدوره جعل من عام 2025 عاماً مفصلياً في الدورة الجيوسياسية لأميركا.

هل تناسى الأميركيون والأوروبيون والروس، عطفاً على الصينيين، الأكلاف العالية والغالية لحربين كونيتين، قضتا على الأخضر واليابس في النصف الأول من القرن العشرين؟

لا تبدو مهددات السلم العالمي قائمة وقادمة في سياق الحروب العسكرية فحسب، ذلك أن التفاوت الاقتصادي العالمي، وإشكالية الديون المتراكمة، يفتحان باباً واسعاً لمخاطر غير محسوبة تزج بالبشرية في أتون النيران.

الخلاصة «نتعلم من التاريخ أننا في كثير من الأحيان لا نتعلم منه»، وفقاً للفيلسوف الألماني جورج هيغل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلام الأمميإرهاصات نهاية حقبة السلام الأمميإرهاصات نهاية حقبة



GMT 08:09 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

جرأة نواف سلام ... في استقبال هنيبعل !

GMT 08:08 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 08:07 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 08:06 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 08:01 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

جيش السودان... لا جيش «الكيزان»!

GMT 08:00 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 08:00 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 07:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت - المغرب اليوم
المغرب اليوم - مكالمة سرية تكشف تحذيرات ماكرون من خيانة أمريكا لأوكرانيا

GMT 02:31 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة
المغرب اليوم - دراسة جديدة تكشف العلاقة بين الحب والسمنة

GMT 02:15 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها
المغرب اليوم - ياسمين عبدالعزيز تفكر بالزواج مجددًا بعد طلاقها

GMT 06:16 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الإثنين 03 نوفمبر/تشرين الثاني 2025

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 16:06 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 18:33 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 20:18 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

وفاة خالة الشقيقتين المغربيتين صفاء وهناء

GMT 14:36 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

الرئيس اللبناني ميشال عون يلتقي وفدًا أميركيًا

GMT 12:29 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

مجلس الحكومة يعيد تنظيم مسرح محمد الخامس

GMT 05:01 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

دافنشي كان يكتب بيديه الاثنتين بكفاءة

GMT 23:51 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

رامز جلال يسخر من غادة عبد الرازق والأخيرة تتوعد له

GMT 12:50 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

22لاعبًا في لائحة فارس النخيل استعدادًا إلى مواجهة الوداد

GMT 07:54 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

ملك إسبانيا يخفض راتبه بنسبة 7.1%

GMT 04:51 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

مصر تتصدر العرب فى الحرب على الفتنة.. المصنعة!

GMT 15:08 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هيمنة المتشددين على المجتمع الطلابي في جامعة وستمنستر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib