من يحق له الترشح للرئاسة

من يحق له الترشح للرئاسة؟

المغرب اليوم -

من يحق له الترشح للرئاسة

بقلم - عماد الدين حسين

قانونا من حق كل مصرى أن يترشح لرئاسة الجمهورية فى الانتخابات المقبلة التى يفترض أن تبدأ إجراءاتها التنظيمية قريبا. المهم فقط أن تنطبق على هذا الشخص الشروط والقواعد الواردة فى الدستور والقانون.
وما أناقشه اليوم هو التفريق بين الشروط الواردة فى القانون، وبين الصورة العامة التى يفترض أن نحافظ عليها فى الانتخابات المقبلة بما يعزز من الصورة الإيجابية لمصر، ولا يعرضها لأى انتقادات داخلية أو خارجية.
الشروط المطلوبة طبقا للمادة ١٤١ من الدستور فيمن يترشح رئيسا للجمهورية أن يكون مصريا من أبوين مصريين، وألا يكون قد حمل أو أى من والديه أو زوجه جنسية دولة أخرى وأن يكون متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها قانونا، وألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميلادية، ويحدد القانون شروط الترشح الأخرى.
وفى المادة ١٤٢ هناك شرط مهم وهو أن يزكى المترشح عشرون عضوا على الأقل من أعضاء مجلس النواب أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب فى خمس عشرة محافظة على الأقل، وحد أدنى ألف مؤيد فى كل محافظة منها، وفى جميع الأحوال لا يجوز تأييد أكثر من مترشح وذلك على النحو الذى ينظمه القانون.
ما سبق هى الشروط التى وردت فى الدستور، ومرة أخرى فأى شخص تنطبق عليه هذه الشروط فمن حقه الترشح وعلينا أن نحترم قراره ونتمنى له التوفيق، لأنه من المفترض أن الكلمة الفصل ستكون للناخبين فى صناديق الاقتراع، لكن هناك جزءا مهما جدا وهو الجانب السياسى والصورة العامة للبلد.
وفى تقديرى المتواضع فإن اجتراء بعض ممن لا يملكون أى رصيد عام أو خاص على الترشح لهذا المنصب يسىء لمصر.
أدرك أن كلماتى قد لا تعجب البعض، الذين قد يرون أنها تصادر على حق الجميع فى الترشح لهذا المنصب المهم. ومرة أخرى أسارع وأقول إننى أحترم كل من يترشح طالما تنطبق عليه الشروط الواردة فى الدستور والقانون، لكن ما أقصده بكلامى ليس هذا النوع من المترشحين، بل كل من يسعى للحصول على الشهرة فقط، وهو يعلم يقينا أنه لا يملك تأييدا حتى من بعض أفراد أسرته إذا دخل هذا المعترك الانتخابى!.
سيقول قائل.. وهل يمكن قانونا أن نمنع شخصا يعلن نيته خوض الانتخابات حتى لا يسىء إلى صورة مصر؟! الإجابة نظريا هى لا يمكن، لكن عمليا فإن أى مناخ عام يمكنه أن يضع قيودا معنوية على هذه الفئة التى يمكن القول إن مجرد وجودها فى أى بيئة سياسية قد يسىء لهذه البيئة كثيرا.
على سبيل المثال وبعيدا عن التعرض لأسماء وشخصيات بعينها، لأن ذلك ليس هدفى ــ فقد شهدنا فى الأيام والأسابيع الأخيرة إعلان البعض عن نيته خوض الانتخابات، حتى من دون التمهل فى استكمال الحد الأدنى من الشروط والقواعد المنصوص عليها، ليس فقط فى الدستور، ولكن داخل أحزابها ومؤسساتهم المختلفة.
من حق أى رئيس حزب أن يعلن ترشحه للرئاسة، فهذه وظيفة الأحزاب أن تصل للحكم لتطبق برامجها، لكن من الطبيعى أن يحظى المترشحون بتأييد الهيئات التنظيمية داخل أحزابهم أولا، وأن يتبعوا القواعد اللائحية، وألا يتجاهلوها، وإلا كانت البداية كارثية ومحزنة.
لا يعقل أيضا أن من لا يتمتع بالحد الأدنى من المؤهلات والشروط والسمعة الطبية داخل مؤسساته وبلده أن يعلن نيته للترشح.
نتذكر أن هناك عشرة رؤساء أحزاب ترشحوا للرئاسة ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك عام ٢٠٠٥. بعضهم كان يمكنه المنافسة شكلا، وغالبيتهم كانوا يثيرون الشفقة، ونتذكر نموذج الشيخ أحمد الصباحى رئيس حزب الأمة، الذى وضع صورة منافسه حسنى مبارك على الكرافتة التى يرتديها!!.
ما أريد أن أقوله هو التمنى ألا نشهد فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أى نماذج كرتونية مشابهة لأنها تسىء لنا جميعا. نريد انتخابات طبيعية تشهد منافسة حرة وعادلة والأهم منافسين جادين يحظون بالمصداقية بين الناس.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يحق له الترشح للرئاسة من يحق له الترشح للرئاسة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

استوحي إطلالاتك لسهرات عيد الأضحى من من ديانا كرزون

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:10 2024 السبت ,27 إبريل / نيسان

البرلمان العربي يهتم بالذكاء الاصطناعي

GMT 01:15 2017 الخميس ,21 كانون الأول / ديسمبر

نيللي كريم تُعلن عن أكثر ما أسعدها في عام 2017

GMT 14:29 2015 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

أنواع الكورتيزون المستخدم لعلاج تساقط الشعر والثعلبة

GMT 19:27 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

رجاء الجداوي تواصل تصوير مشاهد مسلسل "حلاوة الدنيا"

GMT 10:38 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة سمية الخشاب تزور طبيب الأسنان بعد شهر العسل

GMT 02:05 2015 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوكسهول ميريفا تلاءم الكثير من الناس في مساحة صغيرة نسبيًا

GMT 23:03 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مانشستر سيتي يٌحدد بديل إيدرسون من الدوري الإيطالي

GMT 20:03 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

نهائي مبكر بين يوفنتوس والبارسا الأربعاء في دوري الأبطال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib