هل تلحق إيران بالدرس الطالباني أم بالدرس التركي
سقوط عدد من العسكريين والمدنيين السوريين بغارة جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على حلب قوات الاحتلال الإسرائيلي يقتحم المسجد الأقصى ويطرد المُصلين من ساحاته في أولى ليالي الاعتكاف هزة أرضية بقوة 5.7 درجة على مقياس ريختر تضرب جنوب اليونان الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في المغرب يُحذر من عملية احتيال تستهدف مُؤمنيه براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب
أخر الأخبار

هل تلحق إيران بالدرس الطالباني أم بالدرس التركي؟

المغرب اليوم -

هل تلحق إيران بالدرس الطالباني أم بالدرس التركي

نديم قطيش
نديم قطيش

الحقيقة لا هذا ولا ذاك.

الدرس الأول يفيد بأن التشدد والثبات على المواقف مقروناً بفتح قنوات الاتصال والتفاوض، ولاحقاً الاتفاق مع أميركا، يمهد للاعتراف بك. يصبح الأمر أسهل إن كنت حاكماً بالفعل، كما هي حال نظام الثورة في إيران، ولا تنتظر من الآخرين تسليمك الحكم كما هي الحال في أفغانستان.

الدرس الثاني يفيد بأن التخفف من الآيديولوجيا والعودة إلى لغة المصالح المشتركة والتنمية الاقتصادية والاستثمارات يفتحان أبواب التطبيع مع دول الجوار، ويوفران سبل تحسين الاقتصاد، ويفتحان الأفق لا أمام الاعتراف بالحاكمية، بل أمام تعزيز فرص الاستمرارية في الحكم.

من غير المعروف حتى الآن أي مسلك ستتخذه إيران، وإن كانت بحكم التجربة أميل إلى الخيار الأول، وهو التشدد والصبر على أمل أن تغير واشنطن موقفها وتكتفي إيران بتقديم تنازلات لا تمس جوهر هوية النظام السياسي. إنها بهذا المعنى جولات متتالية من حزب «الصبر الاستراتيجي» بين الطرفين.

بيد أن ثمة فوارق مهمة بين كل من طالبان، والدولة التركية من جهة وإيران من جهة ثانية.

طالبان تبدو كأنها تعود إلى قواعد نشأتها الأولى كحركة قومية أفغانية ذات قاعدة قبلية بشتونية، بلا أي أحلام عابرة للحدود. وهي تدرك أنها استخدمت من قبل المشروع الجهادي العالمي ثم فقدت الحكم بسبب من ذلك بعد جريمة سبتمبر (أيلول) ، وأنها استعادت الحكم اليوم من دون منة أو معونة من هذا الجهاد العالمي. لا تنفي «محلية» طالبان العمق التخلفي لمشروعها السياسي والاجتماعي، ولا تقلل من خطورة الإلهام الذي ستوفره لفصائل الإسلام السياسي عالمياً، لكنها، حتى إشعار آخر تظل حركة داخلية، بلا مشروع خارجي.
وتركيا، دولة راسخة في الإقليم، وعضو في منظمة الناتو، تستضيف قاعدة إنجرليك العسكرية الأميركية، وصاحبة اقتصاد كبير بإمكانات واعدة رغم التعثر الخطير الذي تواجهه اقتصادياً ونقدياً.

الأهم أن تركيا الدولة، ليست نظاماً آيديولوجياً، وإن كانت اكتسبت الكثير من الملامح الآيديولوجية، منذ «التحور» الذي حصل في سياسات حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب إردوغان، بيد أن من يتابع النص السياسي التركي منذ أشهر، يلاحظ حجم التخفف من اللغة الآيديولوجية والرومانسية التوسعية التي هيمنت على الخطاب النيو - عثماني في المؤسسة السياسية التركية، مقابل اللغة الراهنة التي عمادها المصالح المشتركة والاستثمارات والاقتصاد.

كأننا نشهد عودة إلى القواعد الإردوغانية الأولى، التي جعلت من تجربة رجب طيب إردوغان، في ذروة تألقها السابق، تجربة نجاح اقتصادي متميز، وضع لها شريكه السابق في الحكم، داود أوغلو، إطاراً نظرياً سماه «استراتيجية صفر مشاكل». فالاقتصاد التركي، إلى جانب السياحة، تقوده الصادرات التركية، ما يتطلب أن تكون الصلات بهذا الخارج خالية إلى أبعد الحدود من أي منغصات. ما حصل أن علاقات تركيا بدول الجوار تسممت وأن هذا الجوار انهار بشكل مريع حتى انتفت عنه صفة السوق للبضائع التركية، لا سيما في سوريا ولبنان والعراق.

ولأن تركيا ليست دولة آيديولوجية، كان من السهل عليها نسبياً أن تبدأ رحلة الخروج من «التحور الآيديولوجي» الذي أصابها، لا سيما بعد الهزائم المتتالية للإخوان المسلمين في مصر والسودان وتونس وليبيا، وأن تستجيب لحاجاتها الاقتصادية الملحة بتليين المواقف السياسية وتوسيع مساحات التفاهم مع مصر والسعودية والإمارات.

على الجانب الآخر فإن إيران نظام عقائدي في العمق. وهي الآن تجري مفاوضات عديدة وتبعث برسائل «إيجابية» ولكن بصفتها نظاماً عقائدياً ثابتاً في عقائديته.

غالباً ما يعود المتفائلون بإمكانية انتظام إيران وفق قواعد العلاقات الدولية التقليدية، إلى تجربة الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، والتي أعقبت انتهاء الحرب العراقية الإيرانية بهزيمة إيرانية اختصرها الخميني بعبارة «تجرع كأس السم» حين وافق على القرار الأممي الذي أنهى الحرب. وبسبب هذه التجربة يحضون على تجاهل الطبيعة الآيديولوجية للنظام.
تميزت حقبة رفسنجاني بمرحلة من التفاهم مع دول المنطقة وبأجندة داخلية ركزت على إعادة الإعمار بعد الحرب وإعادة بناء الاقتصاد المحطم. لكنها الحقبة التي شهدت أيضاً عام تفجير الخُبر في المملكة العربية السعودية في عز مرحلة تفاوض واعدة بين الرياض وطهران، كما شهدت حقبة خلفه الرئيس محمد خاتمي، وهو أكثر صور إيران إشراقاً، اغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيروت. وهذا ما يعيدني دوماً إلى الحمض النووي الثوري للنظام كمعيار في الحكم على أقوال وأفعال إيران.
ثم إن إيران اليوم ليست إيران رفسنجاني، لا بحجم توسعها في ساحات الاشتباك العديدة ولا بحجم الميليشيات التي تأتمر بأمرها، ويبلغ عدد الفصائل الرئيسة منها ، بموازنة مليارية تتوزع أو تنشط في معظم الدول العربية.

ما تفعله هذه الميليشيات، إلى جانب خدمة الأهداف السياسية والاستراتيجية لإيران في الخليج والمشرق العربي، هو أنها توفر للنظام الجمهورية الإسلامية القدرة على ادعاء التهدئة وكف العدوان فيما يقوم غيرها عنها بهذه المهمة. فهي موجودة في كل الساحات لكنها، في الوقت نفسه، ليست موجودة في أي ساحة من الساحات بجيشها المباشر بل عبر مرتزقة وميليشيات تديرهم وتنسق حركتهم. تعطي الأيام القليلة الماضية مثالاً فجاً على ذلك، عبر التزامن بين الأنباء عن جولة حوار جديدة سعودية إيرانية والقصف بالصواريخ والمسيرات على السعودية والتي استهدف بعضها مطار أبها!

المشكلة مع إيران، أن طبيعة النظام هي النظام. إذا ما تغيرت تفتح المجال لتغيير النظام نفسه، ما يجعل التسوية مع إيران دائماً مجرد هدنة بين اشتباكين... هل ثمة جديد هذه المرة؟ من يعش ير.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تلحق إيران بالدرس الطالباني أم بالدرس التركي هل تلحق إيران بالدرس الطالباني أم بالدرس التركي



GMT 10:18 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مستعربون مستعربات: فريا ستارك

GMT 10:15 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

(صلة رحم).. فتيل لا يزال مشتعلا!!

GMT 10:07 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

ضمير جوتيريش!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات

GMT 06:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 14 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 10:53 2024 الجمعة ,23 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 23 فبراير / شباط 2024

GMT 09:56 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 08:26 2023 الخميس ,04 أيار / مايو

شركة تويوتا تكشف عن بوس الرياضية الجديدة

GMT 05:05 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الأحد 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib