ناطحو صخرة الإسلام
براءة فرانشيسكو أتشيربي من الاتهامات التى وجهت إليه بارتكابه إساءات عنصرية إلى خوان جيسوس مدافع نابولي وفاة الإعلامية والسيناريست المغربية فاطمة الوكيلي في مدينة الدار البيضاء بعد صراع طويل مع المرض إحباط محاولة لاغتيال الرئيس الفنزويلي خلال تجمع حاشد في وسط كراكاس وزارة الدفاع الروسية تُعلن إحباط محاولة أوكرانية لتنفيذ هجوم إرهابي في بيلجورود قوات الاحتلال الإسرائيلي تشن حملة اعتقالات وتقتحم مدينة نابلس ومخيم عسكر في الضفة الغربية وزارة الصحة الفلسطينية تُعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 32 ألفا و333 قتيلاً منذ بدء الحرب زلزال يضرب الأراضي الفلسطينية شعر به سكان الضفة الغربية الاحتلال الإسرائيلي يقصف محيط مستشفى الشفاء بغزة وسط إطلاق نار كثيف من آلياته مقتل ثلاثة أشخاص وتعرض أكثر من 1000 منزل للتدمير جراء زلزال عنيف ضرب بابوا غينيا الجديدة أمس الأحد المدرب الروسي ياروسلاف سودريتسوف عائلته في عداد المفقودين في هجوم "كروكوس"
أخر الأخبار

ناطحو صخرة الإسلام

المغرب اليوم -

ناطحو صخرة الإسلام

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

الحوار والنقاش بل والسجال الفكري، بكل ما فيها من سخونة الاختلاف، هي وقود الحياة التي تحفزّ على التفاعل مع شريان الحياة الذي لا يتوقف. التخلف هو أكبر الأعراض التي تطفح على كيان المجتمعات التي تغرق في بحور الانغلاق والخوف من تحريك ما ران على العقل بحكم ثقل السنين.
المتابع هذه الأيام لما يدورمن حوار بين جيل عربي جديد، تكوَّن في زمن هو ملك له، وبين جيل شاخ طالته عوامل الوهن، ولا يمكن أن يقفز منها بدفعة من أصوات أو سطور على أوراق. وسائل التواصل الاجتماعي المكتوبة والمرئية، أصبحت المضمار المفتوح أمام كل راكب على جهاز نقال صغير أو كمبيوتر، ليدخل حلبة فروسية الحرف والكلمة والصوت والصورة. صار كل شيء تُركب له خيول التواصل الإلكترونية. التاريخ والسياسة والفن والثقافة والقضايا الاجتماعية. ما علينا، فلكل مجتهد نصيب، وإن كان يسطر اجتهاده فوق لوحة من البلاستيك. الأمر يختلف جدا عندما يكون الكاتب أو المتحدث أستاذا وقد يسبق اسمه بحرف د، أو يهبونه صفة المفكر أو المثقف أو المؤرخ، ويكون موضوع الحوار أو الخصام هو الدين.
الملحد والعلماني واللاديني والقرآني والكافر.. إلخ ، صفات صار لها وجود يتسع، ليس على وسائل التواصل الاجتماعي فحسب بما فيها القنوات المرئية الخاصة، بل امتطت الكتابَ ودخلت به ميدان معركة علنية مفتوحة على الدين.
طالعَنا كتابٌ بعنوان «الفاشية الإسلامية» وقبله كتاب «وداعا أيتها السماء»، وعلى موقع مرئي أذاع المؤلف نفسه مئات الحلقات بعنوان، صندوق الإسلام.
من حق أي إنسان أن يبدي رأيه في أي شيء، ولكن كل أفعال البشر غائية، بمعنى أن من ورائها هدفاً يسعى إلى تحقيقه. هذا الأستاذ الدكتور يعبئ قواته في معركة يسميها (لا بد من إلغاء الدين الإسلامي من ألفه إلى يائه ، بكل مكوناته القرآن والسنة بل والتاريخ أيضا وأسماء رجاله وقادته) . أصوات أخرى ترتفع هذه الأيام تصف الفتوحات الإسلامية كلها بالحملات الاستعمارية ارتكبت فيها جرائم حروب عنصرية.
السؤال، ما هو الهدف المبتغى؟ هل هو انتزاع الدين من العقول والقلوب وإلقاؤه في بحر متخيل لا قعر له، وأن يصبح قرابة ملياري مسلم كائنات تائهة في دنيا للإنسان فيها أفكار ومعتقدات تكونت وتراكمت عبر سنين؟
هناك أسئلة أزلية وأبدية لا تجد جواباً لها إلا في الدين. كل دين له خصوصيته سواء أكان سماوياً أم بشرياً، والإسلام له خصوصيته وقوته المتجذرة في العقول والضمائر التي سكنت كيان المسلمين عبر قرون طويلة. عامة الناس لا ترى ولا تسمع ولا تقرأ ما يأتيهم ممن يصفون أنفسهم بالفلاسفة أو الأساتذة، ويضعون على أصواتهم وأوراقهم نيشانَ الثورة والتمرد على الدين.
نحن لا نجهل أو نتجاهل ردود فعل البعض على ما قامت به مجموعات إرهابية متطرفة، وهي ترفع شعارات تنسبها إلى الدين الإسلامي؛ قتلت وفجرت واغتصبت وخطفت. لكن هل يعلم من يكتبون أو يتحدثون، ويصولون ويجولون في معركة القضاء على الإسلام، هل يعلم هؤلاء ما هي نسبة الإرهابيين الذين يصفون أنفسهم بالمسلمين ويرتكبون الجرائم، ما هي نسبتهم في عالم المسلمين؟ هم أقل من واحد في المليون، ولو قارناهم بعدد أعضاء الحركات الإرهابية التي شهدتها أوروبا واليابان في القرن الماضي لرأينا الفارق الكبير في العدد. مجموعة العمل المباشر في فرنسا، والبادرماينهوف الألمانية، والألوية الحمراء الإيطالية، والجيش الأحمر الياباني، ولو أضفنا لها المجموعات المتطرفة في الولايات المتحدة الأميركية، لهالنا الفرق الكبير.
نعم ، في كل معتقد هناك دائماً كثير مما يستحق المراجعة، لأن الإنسان كائن متطور ومتغير بكل ما فيه. المذاهب السنية الأربعة، كانت نتاج مراجعات واجتهادات أجابت عن أسئلة ولُدت من رحم صيرورة الحياة وتغيرها بحكم التطور، وكل مذهب أخذ من سابقه وأضاف له.
الدين لا يُصلح ولا يُطوَّر من خارجه، بل من داخله وهذا ما يؤكده تاريخ الأديان كلها، السماوية وغيرها. الهواة ومدعو الفكر والثقافة، يخوضون معركتهم على خيول «خالف تُعرف»، وهم في الواقع يركضون وراء نجومية لا سماء لها ولا أفق ولا نجوم .
قال إبراهيم بن سيار النظام البصري: «إذا أردت أن تأخذ بعضا من العلم، فعليك أن تعطيه عمرك كله». الدين عقيدة لها كيانها وتكوينها الذي ولّدَ في شجرته أغصاناً لا تتوقف عن التمدد، أوراقها العلم الذي ينمو في حقول الحياة .
الإصلاح والتجديد والتطوير، له طرقه وأبوابه، التي تهدي إليها بوصلة العقل المؤهل بالعلم الواسع والعميق لما يُراد تجديده وتطويره، والاستنارة بضوء ما يبدعه العقل الإنساني في كل مجالات الحياة كل يوم بل كل ساعة.
نعم، هناك أسئلة تتدفق يومياً في مسارب الحياة، ولا مندوحة من الإجابة عنها، ويستحيل تجاهلها أو الهروب منها. وإذا كانت الاسئلة جديدة، فلا بد أن تكون الإجابات كذلك. لا يمكن أن نجيب عن سؤال ، يطرحه زماننا الذي نعيش فيه اليوم، بما قاله مفكرأو فقيه في زمن مضى مع قائله إلى قبره. الإجابات الميتة عن أسئلة حية، تتحول إلى مغالطات عنقودية مفخخة تفجر الرؤوس، وتطفئ أنوار العقل، فيحل التخلف والخراب.
بعض ممن يُسمون المشايخ أو الفقهاء، يعطون الذرائع لمن يركب خيل محاربة الدين ويكتبون عن فاشية الإسلام. الفقيه الذي يقول إن الحل الوحيد للخروج من أزماتنا المالية، هو إعلان الجهاد على الأمم الأخرى لنعود بالغنائم والأسرى من الرجال ليعملوا في حقولنا ومصانعنا والنساء لإمتاعنا، هذا ـ العلامة ـ النحرير، هو الذي يقدم الحطبَ لمن يُذكي نار الكراهية والحرب على الإسلام. ماذا لو حرَّض الشباب على طلب العلم، والجهاد في جبهات المختبرات والبحث العلمي، وبناء المصانع وحرث المزارع، وبناء مجتمع الأخوة والتسامح وسيادة القانون وتحقيق العدل، وأن تكون شعاراتنا؛ «وقل اعملوا»، و«اطلبوا العلم»، و«ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق»، و«وقل ربي زدني علما»؟
أعيد القول، بأن الحوار والنقاش والجدال ضرورة حياتية، أما الصدام ودعوات الاجتثات ورفع رايات العداوة على أسنّة الأصوات والحروف، فستكون مجرد فقاعات كراهية، تلقيها رياح الأيام في فراغ النسيان. ونقول لهؤلاء ما قاله الأعشى:
كناطحِ صخرةً يَوماً لِيُوهنَها
فلمْ يَضرْهَا وأوهَى قَرنَه الوعِلُ

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناطحو صخرة الإسلام ناطحو صخرة الإسلام



GMT 10:18 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

مستعربون مستعربات: فريا ستارك

GMT 10:15 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

(صلة رحم).. فتيل لا يزال مشتعلا!!

GMT 10:07 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

ضمير جوتيريش!

GMT 10:02 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

«الصحوة» والقضية الفلسطينية

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 آذار/ مارس

القضية بين العنتريات والاستراتيجية

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

عمّان - المغرب اليوم

GMT 21:52 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات
المغرب اليوم - أفكار مختلفة لأطقم ربيعية تناسب المحجبات

GMT 06:53 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 14 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 10:53 2024 الجمعة ,23 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 23 فبراير / شباط 2024

GMT 09:56 2024 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

توقعات الأبراج اليوم الخميس 18 يناير/ كانون الثاني 2024

GMT 08:26 2023 الخميس ,04 أيار / مايو

شركة تويوتا تكشف عن بوس الرياضية الجديدة

GMT 05:05 2023 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

سعر الذهب في المغرب اليوم الأحد 31 ديسمبر/ كانون الأول 2023

GMT 10:08 2023 الخميس ,21 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib