دم موسكو وعرقها ودموعها
إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران وفنزويلا بسبب الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تفاؤل بانتعاشة قوية للدولار الكندي في 2026 بدعم تحسن الاقتصاد وتغير مسار الفائدة سرقة 30 مليون يورو في عملية إحترافية تستهدف خزانة أحد البنوك في مدينة جيلسنكيرشن غرب ألمانيا
أخر الأخبار

دم موسكو وعرقها ودموعها

المغرب اليوم -

دم موسكو وعرقها ودموعها

عبد الرحمن شلقم
بقلم - عبد الرحمن شلقم

هكذا تحدث ونستون تشرشل إلى الشعب البريطاني. في خضم المعارك العنيفة والدامية، وتحت ركام الدمار الذي تلحقه الطائرات الألمانية بالعاصمة لندن، كانت الحقيقة هي السلاح الأقوى الذي واجه به السياسي المحنك الداهية ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا، أسراب الطائرات الألمانية التي تقتل البشر وتدمر البنيان. رئيس الوزراء البريطاني الذي سبقه تشمبرلين، رفع ورقة التهدئة التي تحمل مواد التفاهم التي توصل إليها مؤتمر برلين الرباعي، ووعد الشعب البريطاني بالسلام، ودعا شعبه إلى أن ينام في أمان، فقد عاد لهم من ميونخ بجرعة سلام أسطورية.

اليوم وروسيا تخوض حرباً واسعة في أوكرانيا، فقد صارت موسكو عاصمة تواجه تحالفاً دولياً واسعاً. يغدق السلاح والمال على كييف، ويفتح أبوابه لاستقبال ملايين الأوكرانيين الفارين من ويلات الحرب. الحديث عن اليورانيوم لم يعد من الكلمات المخيفة، بل المحرمة. استعمال السلاح النووي صار من الكلمات التي تطفو في أخبار وسائل الإعلام، وكأنها من مصطلحات أخبار الطقس. السياسي الروسي المتشدد ميدفيديف يقول بملء صوته إن بلاده ستدافع عن وجودها بكل الأسلحة، بما فيها السلاح النووي. الصواريخ الروسية الجديدة، التي تخترق أخبار اختراعها سرعة النشرات الجوية، هي القبضة التي لا تغيب عما يجدّ من صواعق الوعيد. حرب روسيا في أوكرانيا، لها عضلات وحواس تبدع لغتها، وتعيد إنتاج سخونتها وآفاق فعلها. الولايات المتحدة الأميركية لم تعد ترى أن هناك ما يلزم لكتمان حجم مساعداتها العسكرية والمالية الضخمة المتدفقة إلى أوكرانيا. الدبابات الحديثة تشحن إلى أوكرانيا من دول الناتو الأوروبية والقذائف المشحونة باليورانيوم المنضب التي تقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا إلى أوكرانيا، يعلن عنها بلغة إنجليزية فصيحة، وزيلينسكي رئيس أوكرانيا يقول هل من مزيد. طائرات الـ«إف 16» الأميركية، الهبة الأوروبية والأميركية الاستراتيجية التي لها قدرات قتالية نوعية مميزة، تحمل عداداً حروفه من متفجرات ونار تصرخ بالوعيد. تقول إن هذه الحرب ستطول وتتسع، ولا أحد يستطيع أن يتنبأ بمداها المكاني والزمني. تدريب الطيارين الأوكرانيين على هذا النوع من الطائرات المتطورة تقنياً، يحتاج إلى عدة شهور، بل قد يستغرق سنوات. من المبررات التي ساقتها روسيا لإطلاق ما أسمته بالعملية العسكرية الخاصة ضد أوكرانيا، هو نوايا من أسمتهم بالنازيين الجدد في أوكرانيا، الانضمام إلى حلف الناتو، ما يعني تهديداً استراتيجياً خطيراً لأمنها. لكن النتيجة كانت ما لم يتوقعه سياسي روسي، أو يقرأه استراتيجي عسكري. اليوم، التف حزام رهيب من دول صارت أعضاء في حلف الناتو حول خصر روسيا العريض. العقوبات التي فُرضت على روسيا ستلحق بها أضراراً على كل المستويات. السؤال الرهيب أمام روسيا اليوم قيادة وشعباً وجيشاً هو؛ إلى متى ستستمر هذه الحرب؟ وما هي الأسلحة التي ستجد روسيا نفسها مكرهة على استعمالها؟ الصاروخ الروسي الذي أعلن عنه مؤخراً، ووهبوه اسم الشيطان، كل ما فيه يخيف البشرية كلها، وليس أوكرانيا وحدها، حتى أوروبا وأميركا. صاروخ مداه 15 ألف كيلومتر، وله قوة تدميرية كبيرة، وقد لا يخلو من سلاح نووي. هذه الحرب تنشر الدمار في أوكرانيا، وترش الخوف على مساحة روسيا. ضُربت بطون الملايين في مختلف قارات العالم. صارت البطون ساحة قتال، ليس للبشر فحسب، بل للحيوانات التي هزلت بسبب غلاء العلف أو غيابه. التضخم قذيفة أخرى طالت كل أصقاع الأرض، التي لم تكد تستعيد شيئاً من عافيتها بعد جائحة «الكوفيد».

كل حرب تبدع أدواتها وأسلحتها وزمنها. لكن السياسيين الذين يقودون الحروب يتخلقون في مصانع خاصة. الشاعر الرسام ونستون تشرشل الذي حصل على جائزة نوبل، لم ينلها مكافأة له على دوره الأساسي والحاسم في هزيمة النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية، بل زفّ الجائزة إليه إبداع خياله الذي جسّده في لوحات رسم بديعة، وفي قصائد شعرية مكثفة، رقصت فيها الكلمات وغنت وفكرت وعزفت. قاد ونستون الحرب الكونية بعقل سماده الدهاء وسلاحه الحقيقة والشجاعة المحسوبة والغوص في تفاصيل تكوينات شعبه، وقادة جيوشه. قال عن الفيلد مارشال مونتغمري؛ إنه قائد لا يطاق ولا يُهزم. يا له من تشخيص نفساني وسياسي وعسكري، من عقل يخطط وخيال مبدع. الزعيم الألماني الذي كان عدوه الأكبر، بدأ رساماً، وغامر كاتباً، وحليفه الدوتشي الزعيم الفاشي الإيطالي موسوليني، بدأ صحافياً وكتب قصصاً قصيرة، لكن الاثنين غرقا في وحل الوهم الآيديولوجي، والنزق العنصري والتيه التاريخي، فكانت الهزائم التي انتهت بهما وببلديهما إلى الدمار. الزعيمان الآخران اللذان كان لهما دور حاسم في الحرب العالمية الثانية، هما الرئيس الأميركي روزفلت والزعيم السوفياتي ستالين. روزفلت العجوز المقعد، كان المعبر عن البراغماتية الأميركية التي تمد رداء قوتها فوق أطراف عالم جديد، لكنه رداء من نسيج المال والنار، نجح في تأسيس الولايات المتحدة الأميركية الجديدة، القوة العالمية الضاربة، بقوة أنتجتها قدرات علم جديد، صنعت سلاحاً لم يعرفه البشر من قبل. من الطائرات والدبابات إلى السلاح النووي. الزعيم السوفياتي ستالين كان له من اسمه نصيب. الرجل الحديدي. الجورجي الشيوعي الذي كانت أمه تتمنى أن تراه راهباً في كنيسة بلدتها الصغيرة، أما والده عاشق الخمر فلم يكن يهبه أي قدر من الاهتمام. ستالين قارع قوات هتلر الكبيرة الرهيبة بمساحة روسيا وجغرافيتها، وبإصراره الحديدي الذي كانت الأرض بالنسبة له أثمن من البشر.

موسكو عاصمة روسيا التي استعصت على قوات هتلر الرهيبة، وقبله على أرتال نابليون بونابرت، وتقاسمت مع الغرب الليبرالي نصف العالم لسنوات، موسكو اليوم أمام خيارات، أحلاها قد لا يجد من يتذوقه، أو من لا يريد أن يمد له يده. آية الله الخميني الزعيم الإيراني قال يوماً في نهاية حرب بلاده مع العراق إنه اضطر أن يشرب كأس السم من أجل السلام. والرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول قال إنه يريد سلام الشجعان مع قادة الجهاد الجزائري، واتخذ قرار إنهاء الاستعمار الفرنسي للجزائر.

الرئيس الروسي بوتين، هل سيكون تشرشل أو الخميني أو ديغول، أم سيكون الرجل الحديدي الروسي الثاني ستالين؟

موسكو يرفرف حولها الدم، ويسيل فوق أجساد العاملين في مصانعها المدنية والعسكرية العرق، والدموع تقطر من عيون أهل القتلى. بأي من هذه السوائل سيكتب بوتين في قصر الكرملين بموسكو قراره النهائي الأخطر والرهيب في هذه الحرب التي لا يمكننا الغوص الآن في أبعاد قاعها؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دم موسكو وعرقها ودموعها دم موسكو وعرقها ودموعها



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 22:02 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها
المغرب اليوم - اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها

GMT 22:48 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي
المغرب اليوم - التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib