ومضة لم يرَها الغافلون
إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية فون دير لاين تؤكد إنضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي ضمانة أساسية للأمن والسلام إعتقالات واسعة في اللاذقية وطرطوس تطال رموزًا أمنية من نظام الأسد بعد أعمال عنف وتحريض طائفي الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات في إيران وفنزويلا بسبب الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية تفاؤل بانتعاشة قوية للدولار الكندي في 2026 بدعم تحسن الاقتصاد وتغير مسار الفائدة سرقة 30 مليون يورو في عملية إحترافية تستهدف خزانة أحد البنوك في مدينة جيلسنكيرشن غرب ألمانيا
أخر الأخبار

ومضة لم يرَها الغافلون

المغرب اليوم -

ومضة لم يرَها الغافلون

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

القرن التاسع عشر، كان حلقة الزمن التي غيرت مسار الإنسانية. بدأ العلم يتجسد في حياة بعض الشعوب. انطلقت الصناعة واندفعت التقنية تصنع قوة أوروبا الجديدة، وتسابقت دولها على استعمار البلدان الفقيرة الضعيفة. أغلب البلدان العربية والإسلامية، كانت تحت هيمنة الدولة العثمانية. وفي حين كانت القارة الأوروبية، تشهد نهضة شاملة تتسع وتتقدم، كان المسلمون يعيشون في مستنقع هيمن فيه اجترار ما خلفه السابقون على العقول. غاب الفكر المتجدد والفلسفة والاختراعات والاكتشافات. منظومة التعليم لم تتحرك مع خطوات التطور ودفق العصر الجديد. ضرب الوهن كل شيء في الإمبراطورية العثمانية. تهالك الاقتصاد والقدرات الدفاعية، ورفعت الفتن رؤوسها على اتساع مساحة الدولة العجوز، واستفحلت النزعات القومية والطائفية والجهوية في غياب قاعدة المواطنة والمساواة. الغرب الأوروبي شخَّص حالة الإمبراطورية العثمانية، وأطلق عليها وصف الرجل المريض. شغل ذلك الواقع الذي ينذر بالخطر المحدق مفكرين إسلاميين، وقام كثيرون منهم بدق النواقيس الداعية للنهوض. الغالبية منهم، بل نستطيع أن نقول جميعهم، غرفوا من مستنقع الموروث القديم، في حين لمع في دنيا الغرب الجديد، المئات من نجوم الفلسفة، والعلم والبحث في مختلف المجالات، وازدهرت الصناعة في كل البلدان الأوروبية. الإدارة السياسية وأسلوب الحكم والتداول السلمي على السلطة، وحرية الفرد وحقوق المرأة، تنافس الفلاسفة والمفكرون على تكريسها، وانهارت هيمنة الكنيسة على المجتمعات.

مفكر سياسي عاش في أحشاء السياسة والإدارة، وعرف التحولات الكبيرة التي تشهدها أوروبا، وما تعانيه الدولة العثمانية من وهن وجمود. إنه خير الدين التونسي الذي تولى الكثير من الوظائف المهمة في تونس، وفي الآستانة عاصمة الإمبراطورية العثمانية. كان خير الدين التونسي ابن مرحلة فاصلة في تاريخ المسلمين، وتحديداً في أواخر عقود الإمبراطورية العثمانية. بعد مؤتمر برلين فرضت بريطانيا حمايتها على مصر، وفرنسا حمايتها على تونس، وكلا البلدين كان تابعاً للإمبراطورية العثمانية. في كتاب «أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك»، قامت ثلة من الدارسين بعرض أفكار خير الدين، وإنجازاته الإصلاحية في تونس. لخَّص الأستاذ أبو ضياف رؤية خير الدين الإصلاحية فيما يلي: «نحن نعتقد أن منطلق التفكير الإصلاحي عند خير الدين تونسي بحت، وهو وضع البلاد التونسية في منتصف القرن التاسع عشر، إلا أنه يتنزل في وضع عثماني باعتبار أن تونس جزء لا يتجزأ من الخلافة العثمانية، ولقد ركز إصلاحه على قضية جوهرية، وهي ضرورة الاقتباس من الغرب المتحضر لا المستعمر، وتبرير ذلك شرعياً: فلئن بات عنده أن من الثابت أن تحدي الغرب الاقتصادي، أصبح أمراً تفاقم خطره، فإنه ما زال يعتقد أن الإصلاح يأتي من الداخل لا من الخارج، وإحياء القيم السرمدية كالشورى والحرية والعدل، ونظام الحكم الذي حاد عن الشريعة الإسلامية، وانقلب إلى حكم مطلق استبدادي أدى إلى الخراب والتأزم المجحف، وكان نداؤه موجهاً أولاً وبالذات إلى زعماء الشعوب العربية والإسلامية، وبخاصة رجال الدين الذين تواطأوا مع رجال السياسة على إقرار نظام الحكم المطلق». هكذا حدد خير الدين ما يؤخذ من أوروبا التي تتقدم، في حين تعيش الإمبراطورية العثمانية التي تحكم المسلمين، في ظلمات الماضي السحيق، ولكنه يتمسك بالقواعد الإسلامية التي ترتكز على الحرية والعدالة والشورى. تحدث عن الحرية السياسية في أوروبا، وحضورها في الموروث الإسلامي، مستشهداً بمقولة عمر بن الخطاب، من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومه. دعا إلى انتخاب طائفة من أهل المعرفة والمروءة، تسمى عند الأوروبيين مجلس نواب العامة، وعندنا أهل الحل والعقد، وإن لم يكونوا منتخبين من الأهالي. الحرية الأخرى التي دعا إليها خير الدين، حرية التعبير التي سماها حرية المطبعة، وهو ألا يُمنع أحد من أن يكتب ما له من المصالح في الكتب والصحف التي يطلع عليها الناس. الحرية الشخصية وهي إطلاق حرية الإنسان في ذاته وكسبه، مع أمنه على نفسه وعرضه وماله، ومساواته لأبناء جنسه لدى الحكم، بحيث إن الإنسان لا يخشى هضمية في ذاته ولا في سائر حقوقه، ولا يحكم عليه بشيء لا تقتضيه قوانين البلاد المقررة لدى المجالس. وبالجملة، فالقوانين تقيّد الرعاة كما تقيد الرعية.

اطلع خير الدين التونسي، على تاريخ المسلمين وعلى الشريعة الإسلامية، وكذلك على التاريخ الأوروبي القديم والحديث. قرأ بعين العقل والتدبر ما آل إليه وضع المسلمين من تخلف، وما تنجزه أوروبا من نهوض لا يتوقف. قدم خير الدين وصفة شاملة كفيلة بتحقيق نهوض المسلمين، والنجاة من هيمنة أوروبا عليهم.

الحرية وسيادة القانون ومأسسة الدولة دستورياً، وتطوير الحرف لتكون بدايات للصناعة، وحرية التعبير والديمقراطية، كانت وصفة النهوض الشاملة عند خير الدين. دعاة الإصلاح في زمنه كان أغلبهم من الغارفين من مستنقع الموروث. كان التونسي ومضة فريدة لم يرها من كانوا يحكمون في الآستانة، إلا بعدما تآكلت الدولة، ونهشها الأوروبيون بعد الحرب العالمية الأولى. رسم خير الدين بفكره النيّر أقوم المسالك للتقدم، لكن لم يرها الغافلون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ومضة لم يرَها الغافلون ومضة لم يرَها الغافلون



GMT 00:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الخطاب وإرادة الإصلاح (3)

GMT 00:36 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 00:32 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 00:29 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 00:26 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 00:23 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مسلة فرعونية مقابل ساعة ميكانيكية!

GMT 00:20 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت باردو.. «وخلق الله المرأة»!

GMT 00:17 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صُباع الزمّار في لندن

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 22:02 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها
المغرب اليوم - اتفاق أميركي إسرائيلي يمنح حماس مهلة شهرين لتفكيك سلاحها

GMT 22:48 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي
المغرب اليوم - التحالف يؤكد دخول سفينتين إلى ميناء المكلا دون تصريح رسمي

GMT 13:59 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

انستغرام يطلق تطبيق Reels مخصص للتليفزيون لأول مرة

GMT 19:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يتيح أمامك هذا اليوم فرصاً مهنية جديدة

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 15:51 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

التعليم عن بعد في مؤسسة في سطات بسبب انتشار "كورونا"

GMT 00:41 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

Ralph&Russo Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 01:36 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نورتون يعرض منزله المميّز المكوّن من 6 غرف نوم للبيع

GMT 15:06 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

تألق كيني ومغربي في نصف ماراثون العيون

GMT 00:29 2025 الجمعة ,08 آب / أغسطس

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 08 أغسطس/آب 2025

GMT 18:23 2022 الإثنين ,24 كانون الثاني / يناير

شقيق محمد الريفي يفجرها"هذا الشخص وراء تدهور صحة أخي"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib