الهندسة الشاملة للبيئة تسعى لإيجاد حلول للمشاريع العملاقة
آخر تحديث GMT 05:46:59
المغرب اليوم -

من ضمنها ظاهرة الاحتباس الحراري لكوكب الأرض

الهندسة الشاملة للبيئة تسعى لإيجاد حلول للمشاريع العملاقة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الهندسة الشاملة للبيئة تسعى لإيجاد حلول للمشاريع العملاقة

الاحتباس الحراري
واشنطن - المغرب اليوم

هل سمعت عن علم اسمه "الهندسة الشاملة للبيئة"؟ إذا لم تكن سمعت عنه مباشرة، فلعلك سمعت أخباراً متفرقة كثيرة ،عن مشاريع عملاقة تسعى لإيجاد حلول جذرية لظاهرة الاحتباس الحراري لكوكب الأرض، مع ما يرافقها من سخونة تهدده بفناء شامل. تشمل تلك المشاريع صنع أرائك فضائيّة، ستائر مداريّة، أرجوحات سماويّة وغيرها.

ويتكرر عرض تفاصيل عن تلك المشاريع، التي ما زال معظمها قيد الدرس، في وسائل الإعلام العام في الغرب، خصوصاً الأقنية الفضائيّة المختصّة في العلوم على غرار «ناشونال جيوغرافيك».

يقترح تلك المشاريع حفنة من العلماء ممن أقلقهم اضطراب البيئة، ويجدون تأييداً دائماً من السلطات العلمية والرسمية الغربيّة، خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي، إذ يعتقد علماء هندسة البيئة بإمكان مهاجمة مصادر الاضطراب البيئي بطرق استباقية ومستقبلية، بدلاً من الاكتفاء بمعالجة أعراضه، على غرار ما يجري حتى الآن.

في المقابل، يوصف هؤلاء العلماء أحياناً بأنهم براغماتيون لكنهم متشائمون، إذ يرون بأن الوقت ملائم تماماً لإطلاق دراسات مبتكرة توفّر حلولاً خارجة عن المألوف، تمكن البشرية من إعادة صوغ مناخ كوكب الأرض، وتخليصه من الاضطراب.

ولا يعبّر مصطلح «خارج عن المألوف» عما يقصده ذلك النفر من العلـــماء، إذ إنهم يفــكّرون فعليّاً في إحداث تدخّلات فلكيّة تمكن سكان الأرض من التدخّل في مــسار أشعة الشمس، واستخدام «حقن» كيماويّة تؤدي إلى تخزين الضوء في الأرض، وتركيب ماكينات عملاقة بهدف تسريع دورة المياه في المحيطات وغيرها.

ربما تبدو تلك المشاريع ضرباً من الخيال العلمي، بل ربما رأى فيها بعض الناس جهوداً غير مجدية. في المقابل، يشير أنصارها إلى أنها تمثّل خشبة خلاص لإصلاح مناخ الأرض.

مرايا في الفلك وكبريت في الهواء؟

يصف بعض العلماء مشاريع الهندسة البيئية الشاملة بأنها غير واقعية، فيما يصنفها آخرون مشاريع خطرة، متّهمين أنصارها بأنهم مشعوذون مبتدئون. ويردّ أنصار الهندسة الشاملة للبيئة بأن هناك أدلة متزايدة على تسارع اضطرابات المناخ في الآونة الأخيرة، ما يبرر طموحهم العلمي والتكنولوجي. واستطراداً، يثير هؤلاء سؤالا حسّاساً: ماذا يكون مصير البشرية، إذا واجهت ذات يوم اضطراباً مناخيّاً لا يمكن التحكّم بآثاره؟

ومنذ فترة، تكشف الأقمار الاصطناعيّة أن جليد القطب الشمالي بات يتكسّر بنسبة تتراوح بين 5 و 10 في المئة سنويّاً، في الأعوام الأخيرة، كذلك نشرت «الوكالة الأميركية للطيران والفضاء» («ناسا») دراسات كثيرة توضح أنّ الحجم الأقصى للكتلة الجليدية في القطب الشمالي تقلّص بصورة مقلقة، مع ملاحظة أنه لم يكن يتعدى 1.5 في المئة في السنوات التي سبقت العام 1978.

وفي السياق عينه، عرضت مجلة «نايتشر» العلميّة غير دراسة عن الآثار السلبيّة لغاز الميثان الذي يساهم في سخونة الأرض وتآكل طبقة الأوزون، موضحة أنه بات ينطلق بكثرة من البحيرات وأحواض المياه الجوفيّة في سيبيريا. ويرجع ذلك إلى أن زيادة الحرارة أدّت إلى ذوبان مناطق من الغطاء الجليدي السيبيري، وانكشفت أراضٍ تضم مسطحات مائيّة نشطة.

ومهما تعدّدت الآراء المعارضة لمشاريع «الهندسة الشاملة للبيئة»، يجدر تذكّر أن جائزة نوبل للكيمياء في العام 1995، كانت من نصيب أحد أنصار هذه الهندسة، هو الهولندي بول كريتزِن.

وفي العام 2005، اقترح كريتزِن حقن طبقة الـ «ستراتوسفير» في أعالي الغلاف الجوي بملايين أطنان مادة الكبريت، بغية الحدّ من كمية الضوء المتساقط على الأرض، وعلى غراره، ينهمك عالم الفلك الأميركي روجر آنغل، وهو أحد آباء علم البصريات، في مشروع لتبريد الأرض عبر تثبيت مليارات المرايا الصغيرة في مدار حول الكوكب الأزرق، بطريقة تضمن انحراف جزء من أشعة الشمس عنها.

وفي سياق متّصل، يعمل الاختصاصي الأميركي بيــتر فلينن، وهو من جامعة ألبرتا الكنديّة، على مشـــروع لصنع مضخة ميكانيكيّة ضخمة من أجل تحريك دورة مياه المحيطات. الهدف؟ زيادة تكاثر كائنات بحرية اسمها «بلانكتون» وهي تأخذ ثاني أوكسيد الكربون وتحوّله أوكسيجين، ما يساهم في خفض التلوّث وتحسين المناخ.
في سياق تحفيز تكاثر الـ «بلانكتون»، اقترح بعض العلماء مراكمة كميّات من الحديد في المحيطات، لكن التجارب أثبتت أن الأمر يترك آثاراً سلبيّة جانبيّة على أجناس بحرية كثيرة.

هل أن مشاريع تبريد الأرض آمال علميّة أم أنها مشاريع قابلة للتحقّق؟ كيف تؤثر في المناخ؟ ماذا لو ارتدت سلبيّاً على الأرض: ألا يبدو ذلك الاحتمال مخيفاً بحد ذاته؟

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهندسة الشاملة للبيئة تسعى لإيجاد حلول للمشاريع العملاقة الهندسة الشاملة للبيئة تسعى لإيجاد حلول للمشاريع العملاقة



GMT 18:42 2024 الجمعة ,26 إبريل / نيسان

الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - الأميرة للا مريم تترأس اجتماعا بالرباط
المغرب اليوم - جراحون يزرعون للمرة الثانية كلية خنزير لمريض حي

GMT 06:51 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 17:53 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

محمد صلاح يضيف لرصيده 3 أرقام قياسية جديدة

GMT 13:50 2012 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

البيئة النظيفة.. من حقوق المواطنة

GMT 21:44 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أشهر الوجهات السياحية المشمسة في الشتاء

GMT 00:48 2021 الإثنين ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إسبانيول يفاجئ ريال مدريد بخسارة مؤلمة

GMT 00:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مباراة "قناة رقمية" تثير تساؤلات في جامعة أكادير

GMT 21:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك تغييرات في حياتك خلال هذا الشهر

GMT 22:47 2012 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

إشتقت إلى الرقص الشرقي وسعيدة بـ"30 فبراير"

GMT 11:34 2024 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

بايرن ميونخ يرفض رحيل توماس توخيل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib