جمعيات مدنية تدق ناقوس الخطر بسبب الأطفال المتخلى عنهم في المغرب
آخر تحديث GMT 20:20:34
المغرب اليوم -

جمعيات مدنية تدق ناقوس الخطر بسبب الأطفال المتخلى عنهم في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - جمعيات مدنية تدق ناقوس الخطر بسبب الأطفال المتخلى عنهم في المغرب

الأطفال المتخلى عنهم في المغرب
الرباط - المغرب اليوم

تعود في كل مرّة مشكلة الأطفال المُتخلّى عنهم إلى الواجهة في المغرب، إذ أن العديد من الجمعيات التي تشتغل في مجال الطفولة تنبّه إلى الارتفاع المتزايد لهذه الفئة الهشة من المجتمع المغربي.

تقرير حديث لـ"الجمعية المغربية لليتيم" (غير حكومية)، اطلعت عليه "سكاي نيوز عربية"، كشف أنه يتم "التخلي عن 24 طفلا في اليوم بما يصل إلى 8640 في السنة".

وتتوقع الجمعية نفسها، أن يصل في أفق 2030 عدد المُتخلّى عنهم "إلى 86 ألفا و400 طفل متخلى عنه لا يتعدى 10 سنوات، و155 ألفا و520 طفل متخلى عنه لا يتعدى 18 سنة".

في المقابل، اعتبرت وزير الأسرة، جملة المصلي، أن "هذه الأرقام خيالية وغير صحيحة، وأن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تصدر عنها المعطيات الرسمية والموثوقة المتعلقة بمثل هذه الظواهر هي رئاسة النيابة العامة".

وقالت وزير الأسرة، جميلة المصلي، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية": "يتبين من خلال آخر تقرير لرئاسة النيابة العامة لسنة 2019، أن مجموع الأطفال المهملين بالمغرب قد بلغ 2449 طفلا، منهم 1311 ذكورا و1138 إناثا، مقارنة بسنة 2018، إذ سُجّل 2009 طفلا، منهم 1049 ذكورا و960 إناثا".

وأوضحت الوزيرة الوصية، أنه "لمواجهة هذه الظاهرة الماسة بحقوق الأطفال، والتي تُعرّضهم للخطر، وبغية توفير الرعاية البديلة للأطفال المحرومين من السند الأسري، يتوفر المغرب على إطار قانوني ومؤسساتي مهم".

فعلى المستوى القانوني، "تعتمد بلادنا على نظام كفالة الأطفال المُتخلّى عنهم، والمؤطّر بأحكام القانون 01-15"، تضيف وزيرة الأسرة، جميلة المصلي.

وضعية تتّجه نحو الهاوية

وأبرز ياسين رفيع بنشقرون، رئيس الجمعية المغربية لليتيم، أن "هذه ليست تكهّنات فارغة إنما هي توقّعات مبنيّة على مؤشّرات علمية، يجتهد النّسيج الجمعوي في الوصول إليها انطلاقا من احتكاكه بأرض الواقع".

وتابع رئيس الجمعية، في تصريح لموقعنا أن "هذه الأرقام تبقى أقل تقديرا بحكم أنها مؤشرات مرتبطة بأنشطة الجمعية، ولا تتوفر معطيات دقيقة في ظل غياب الأرقام الرّسمية".

وقال المصدر نفسه: "عندما نتحدث عن ارتفاع عدد العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، وفي ظل المنع القانوني الذي يُجرّم عمليات الإجهاض، فلا يمكننا إلا أن ننبّه إلى ارتفاع محتمل لعدد الأطفال المولودين خارج مؤسسة الزواج الذين يتم التّخلي عن أغلبهم في ظروف ووضعيات مختلفة".

من جانبها، ترى حنان العسال، مساعدة اجتماعية متخصّصة في الوساطة الأسرية، أن "وضعية الأطفال المُتخلّى عنهم بالمجتمع المغربي تتّجه نحو الهاوية، وذلك لتزايد الأعداد اليومية لهذه الفئة الهشة".

وأضافت حنان العسال، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، أنه "رغم ما عرفه المغرب من برامج ومبادرات لحماية هؤلاء الأطفال، إلا أن الواقع يعكس صورة أخرى تماما، إذ أن الطفل المُتخلّى عنه ليس بحاجة فقط لسنّ قوانين من أجل إثبات نسبه أو بناء مراكز لإيوائه، بل المشكل يتجاوز ذلك إلى ما هو نفسي واجتماعي يؤثّر في شخصيته ونفسيته ويجعل اندماجه صعبا جدا".

كما أوضحت المتحدثة ذاتها أن "الأطفال المُتخلّى عنهم يعانون من أزمة هوية، ومن مشاكل دور الرعاية الاجتماعية القليلة جدا مقارنة مع الأعداد المُتزايدة لهذه الفئة مع افتقار هذه المؤسسات للعديد من الخدمات التي من شأنها مساعدة هؤلاء الأطفال، إضافة إلى المشكل القانوني الخاص بدور الأطفال الذي يجبر الطفل على مغادرة المؤسسة إلى المجهول بعد بلوغه سنا معينة، ثم مشكل قلة الأطر المُتخصّصة في مجال الطفولة، انتهاء بمشكل الوصم الاجتماعي من خلال نظرة المجتمع للطفل المُتخلّى عنه".

سياقات اجتماعية مختلفة

في رصد السّياقات الاجتماعية المنتجة لظاهرة الأطفال المُتخلّى عنه، نجد أنه "غالبا ما يتم العُثور على الرضع المُتخلّى عنهم في القمامة أو الغابة أو بمحاذاة الطريق، أو يتم تركهم في المستشفى مباشرة بعد الولادة من طرف الأمهات اللواتي يُقدمن على هذا الفعل لأسباب عديدة ومتنوعة"، يؤكد هشام بوقشوش، الأستاذ والباحث في علم الاجتماع، لموقع "سكاي نيوز عربية".

وأوضح هشام بوقشوش، أن هذه الأسباب "تدور ضمن ما العلاقات الرضائية أو بالتورط غير المستوعب أو الحمل غير المخطط له، أو غير المعترف به اجتماعيا أو دينيا أو التنكر من الشريك أو المُتعة العابرة أو الحاجة المادية لأسباب مرتبطة بالجانب الاقتصادي، أو بشكل نادر بسبب الاغتصاب، وكثيرا منها تحت طائلة الانسياق بالوعد بالزواج".

كما يمكن أن يكون سبب التخلي عن الأطفال، "نتيجة اليتم أو عجز الآباء عن رعاية أبنائهم، أو يكون آباؤهم منحرفين ولا يقومون بواجبهم في رعايتهم وتوجيههم، أو قضاء الوالدين لعقوبة سجنية طويلة الأمد"، يردف الباحث في علم الاجتماع.

وقال المصدر نفسه: "هؤلاء الأطفال يجدون أنفسهم أمام خيارات محدودة؛ إما بإيداعهم في دور للحضانة ولدى جمعيات حماية الأطفال إلى أن يبلغوا سناً معينة يتحملون فيها مسؤوليتهم"، مستدركا أنه "إن كانت هذه دور الرعاية الاجتماعية ضرورة فإنها لن ترقى لتعويض الفضاء الأسري الطبيعي الذي يحتاجونه، إلا أنها توفّر لهم شروط الإقامة الضرورية وتؤمّن لهم الرعاية".

ويبقى "أفضل الخيارات بالنسبة للمتخلى عنهم هو التّبني، لكنه يظل ضيّقا لكون التّكفل بالأطفال في المغرب يتم من طرف أسر رغابة في ذلك، إلا أن ذلك يتم وفق مسطرة وشروط صارمة منصوص عليها في القانون رقم 15.01 المتعلق بكفالة الأطفال المُهملين"، وفق هشام بوقشوش، الباحث في علم الاجتماع.

قد يهمك ايضا

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تطالب بتعويض فلاحي الي سكان فكيك

المنتدى المغربي للمواطنة وحقوق الإنسان يرصد تنامي الجريمة في "جماعات وزان"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمعيات مدنية تدق ناقوس الخطر بسبب الأطفال المتخلى عنهم في المغرب جمعيات مدنية تدق ناقوس الخطر بسبب الأطفال المتخلى عنهم في المغرب



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 15:14 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
المغرب اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 18:41 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

مصرع 22 شخصًا في انهيار بنايتين بالمغرب
المغرب اليوم - مصرع 22 شخصًا في انهيار بنايتين بالمغرب

GMT 11:21 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
المغرب اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 15:54 2024 الجمعة ,09 شباط / فبراير

هجوم صاروخي على مطار المزة في دمشق

GMT 13:17 2017 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

زهير مراد يفضّل الأوف وايت والزهري لفساتين الزفاف

GMT 08:18 2015 السبت ,13 حزيران / يونيو

شاطئ طنجة يلفظ حوت ضخم مصاب بالرصاص

GMT 14:10 2020 الجمعة ,20 آذار/ مارس

رصد 4 إصابات جديدة بفيروس كورونا في سبتة

GMT 04:59 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

المصري حسن حسني يكشف عن أمنيته في العام الجديد

GMT 03:25 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

ابتكار طائرة من طراز فريد على هيئة جناح فندقي

GMT 02:54 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الفالح يعلن أن السعودية تخطِّط لزيادة إنتاجها النفطي

GMT 19:16 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد سعد يطرح أحدث أغانيه "أنا الأصلي" على محطات الراديو

GMT 09:43 2018 الأربعاء ,01 آب / أغسطس

اتحاد طنجة يتعاقد مع هداف الدوري الكاميروني

GMT 13:15 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

Mercedes AMG تكشف رسميًا عن G63 2019

GMT 02:55 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

​مدينة سلا تشهد جريمة مُروّعة تنتهي بمقتل لص وإصابة آخر

GMT 05:29 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

دونالد ترامب يبحث استخدام "نغمة متوازنة" مع بيونغ يانغ
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib