جديد العرب انطلاقا من اليمن
قتيلتان فلسطينيتان برصاص الجيش الإسرائيلي وقصف مدفعي وجوي على غزة هزة أرضية بقوة 3.9 درجات تضرب مدينة اللاذقية على الساحل السوري دون تسجيل أضرار محكمة الاستئناف في تونس تؤيد سجن النائبة عبير موسي رئيسة الحزب الحر الدستوري عامين وفاة تاتيانا شلوسبرغ حفيدة الرئيس الأميركي جون إف كينيدي عن عمر 35 عامًا بعد معاناة مع سرطان الدم إرتفاع عدد الشهداء الصحفيين الفلسطينيين إلى 275 منذ بدء العدوان على قطاع غزة إسبانيا تمنح شركة إيرباص إستثناءً لاستخدام التكنولوجيا الإسرائيلية رغم حظر السلاح بسبب حرب غزة الجيش الصومالي يقضي على أوكار حركة الشباب في شبيلي السفلى ويستعيد مواقع إستراتيجية إحتجاجات حاشدة في الصومال رفضاً لاعتراف إسرائيل بصومالي لاند وتصعيد دبلوماسي في مجلس الأمن البرلمان الإيطالي يقر موازنة 2026 ويمنح الضوء الأخضر النهائي لخطة خفض العجز هزة أرضية بلغت قوتها 4.2 درجة على مقياس ريختر تقع عرض البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل السورية
أخر الأخبار

جديد العرب انطلاقا من اليمن

المغرب اليوم -

جديد العرب انطلاقا من اليمن

خيرالله خيرالله

لم تكن 'عاصفة الحزم' هجوما سعوديا على اليمن. كذلك، لم تكن هجوما خليجيا عليه. كانت هناك رغبة في تأكيد أن العرب ما زالوا على خارطة المنطقة.

كان توقّف “عاصفة الحزم”، دون أي تراجع في العزم، وبدء “عاصفة إعادة الأمل” دليلا على أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها العرب إنّما يحاولون استعادة اليمن إلى الحضن الخليجي والعربي الدافئ. يتبيّن، يوما بعد يوم، أنّ لا وجود لأي نيات عدوانية خليجية تجاه اليمن. على العكس من ذلك، هناك سعي دائم إلى المحافظة على اليمن من جهة، ومنع تحوّله إلى قاعدة انطلاق لعمليات عدائية تجاه جيرانه، على رأسهم المملكة العربية السعودية من جهة أخرى.

لم يكن من خيار آخر غير اللجوء إلى العمل العسكري بعدما تمادت إيران في وضع يدها على اليمن مستخدمة الميليشيات الحوثية التي أعلنت صراحة بلسان زعيمها عبدالملك الحوثي وجود شرعية جديدة هي “الشرعية الثورية”.

من لديه أدنى شكّ في النيّات الإيرانية، يستطيع العودة إلى الخطابات المتتالية للحوثي، خصوصا منذ وضع يده على صنعاء يوم الواحد والعشرين من سبتمبر الماضي.

تسلّل الحوثيون (أنصار الله) إلى العاصمة وأقاموا حواجز فيها واعتصموا في أماكن معيّنة بحجة الاعتراض على رفع الدعم عن مواد أساسية للمواطن. لم يكن الاعتراض على “الجرعة” سوى مبرر واه لمتابعة حملة عسكرية توّجت باحتلال العاصمة والسيطرة على المؤسسات الرسمية كلّها.

استفاد “أنصار الله” ومن خلفهم إيران من تردّد الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي الذي تصرّف منذ تسلمه مقاليد الرئاسة من علي عبدالله صالح في فبراير 2012 بطريقة تذكّر بأنّه مجرد سياسي هاو، ليس لديه وقت سوى لتصفية حساباته مع هذا الطرف أو ذاك. بدا كأنّه يريد الانتقام من عُقد ولدتها سنوات طويلة عاش خلالها في ظلّ علي عبدالله صالح نائبا للرئيس… من دون صلاحيات.    

لعب “أنصار الله” على كلّ التناقضات. كانوا الطرف السياسي الوحيد الذي يعرف ماذا يريد قبل أن تتنبّه السعودية إلى نواياهم الحقيقية التي بدأت تتبلور في الأسابيع والأشهر التي تلت السيطرة على صنعاء، ووضع عبدربّه منصور ورئيس الحكومة خالد بحاح في الإقامة الجبرية.

راح الحوثيون يتمددون في كلّ الاتجاهات. سيطروا عمليا على مواقع إستراتيجية مثل ميناء الحديدة، وهو من أهمّ الموانئ على البحر الأحمر. كانت عدن، بالنسبة إليهم، الجائزة الكبرى وقد استطاعوا الوصول إليها بعد أن سهّل لهم علي عبدالله صالح ذلك بفضل القطع العسكرية التي ما زالت موالية له. هذه القطع موزّعة في أنحاء مختلفة من البلد، بما في ذلك المناطق المحيطة بتعز، ومناطق تفصل بينها وبين عدن.

في كلّ الأحوال، كان الاعتقاد السائد لدى الإيرانيين أن الحوثيين بصدد فرض أمر واقع بات يسمح لكبار المسؤولين في “الجمهورية الإسلامية” بالقول إن طهران تسيطر على أربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء. لماذا لا تسيطر على عاصمة سابقة هي عدن، لا تزال نظريا العاصمة الاقتصادية والشتوية لليمن؟

لم تنطل اللعبة الإيرانية، التي كان اليمن مسرحها، على أحد في الخليج. قامت هذه اللعبة على فرضية أن المملكة العربية السعودية ستبقى في موضع المتفرّج في انتظار اليوم الذي تُنصب فيه صواريخ إيرانية تهدّد مدنها ومنشآتها انطلاقا من جبال اليمن. لا شكّ أنّ ما أثار كلّ نوع من الشكوك كان بدء تحويل ميناء الحديدة إلى ميناء إيراني، وفتح مطار صنعاء أمام كلّ نوع من أنواع البضائع الإيرانية بعد توقيع اتفاق جوي، لا شرعية له من أي نوع، بين الحوثيين والسلطات في طهران.

لم تكن “عاصفة الحزم” هجوما سعوديا على اليمن. كذلك، لم تكن هجوما خليجيا عليه. كانت هناك رغبة في تأكيد أن العرب ما زالوا على خريطة المنطقة. تلك رسالة الملك سلمان بن عبدالعزيز التي عبّرت عن الصحوة العربية بمجرّد انطلاق أول طائرة سعودية لضرب أهداف حوثية في اليمن. لعلّ أفضل من لخّص الموقف الخليجي الشيخ محمد بن زايد وليّ عهد أبوظبي الذي زار قبل أيّام قاعدة الملك فهد الجويّة لتفقد القوات الإماراتية المشاركة في “عاصفة الحزم” ولتأكيد أن الموقف الخليجي واحد. قال الشيخ محمّد إنّ “خيارنا الوحيد الانتصار في امتحان اليمن لصالح منبع العروبة والمنطقة”.

يعرف ولي عهد أبوظبي تماما ماذا يعني اليمن عربيا، فوالده الشيخ زايد، رحمه الله، أعاد بناء سد مأرب الذي شتت انهياره القبائل العربية. وقد أشرف الشيخ زايد بنفسه على افتتاح السدّ الجديد في العام 1986. هناك، بكلّ بساطة، بعد عربي للحدث اليمني. والأهمّ من ذلك كلّه أن الحدث اليمني كشف حجم التحديات التي تواجه العالم العربي. لذلك شدّد محمّد بن زايد على أنّ “الدول العربية في أمسّ الحاجة في هذه المرحلة الدقيقة إلى التضامن والتكاتف والتآزر لمواجهة الأطماع ومختلف التحديات. وعلينا بناء إطار سياسي وعسكري وتنموي متقدّم من أجل عزّة العرب ومكانتهم في المنطقة والعالم”، موضحا “أنّ التحرّك لإنقاذ اليمن لا يقتصر على الجانب العسكري أو الأمني، بل سيمتد إلى الجوانب التنموية والاقتصادية والإنسانية والاجتماعية لأهمّيتها في دعم الشعب اليمني كي يتمكّن من التغلّب على التحدّيات كافة”.

كان لـ”عاصفة الحزم”، ولا يزال لها، معناها. فالهدف من العمل العسكري إفهام كلّ من يعنيه الأمر أن لا مجال لوضع اليد على اليمن واستخدامه في ابتزاز السعودية ودول الخليج العربية. إذا كانت الإدارة الأميركية مستعدة لترك إيران تجمع أوراقا في المنطقة لتعزيز موقفها التفاوضي في شأن ملفّها النووي، فهذا شأن الولايات المتحدة. لكنّ للعرب حساباتهم أيضا. تشمل هذه الحسابات وضع حدّ للتمدد الإيراني في اليمن وغير اليمن، والعمل في الوقت ذاته على الخطّ السياسي والتنموي والإنساني الذي تعبّر عنه “عاصفة إعادة الأمل”.

المهمّ وسط كلّ ما يجري أن الرهانات على التفريق بين الدول العربية المشاركة في “عاصفة الحزم” لم تكن في محلّها. لا وجود لضربات عسكرية من أجل الضربات العسكرية. هناك مقاربة شاملة للموضوع اليمني. هناك أيضا إدراك في العمق لما هو على المحكّ بالنسبة إلى مستقبل المنطقة الخليجية. فوق ذلك كلّه، هناك استيعاب لفكرة أن إيران تراهن على الكسل العربي، وعلى نوع من السذاجة في فهم طبيعة العلاقة بينها وبين “أنصار الله”.

هذه العلاقة عضوية وعميقة أكثر بكثير مما يُعتقد. هذا لم يعد سرّا. ما لم يعد سرّا أيضا أن هناك قوّة عربية مستعدة للمواجهة ولطرح الحلول السياسية، التي لا تستبعد أحدا، متى آن أوان ذلك. إنّه الجديد العربي انطلاقا من اليمن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جديد العرب انطلاقا من اليمن جديد العرب انطلاقا من اليمن



GMT 00:42 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

الخطاب وإرادة الإصلاح (3)

GMT 00:36 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مفكرة السنة الفارطة

GMT 00:32 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

هل هناك صندوق أسود للتاريخ؟

GMT 00:29 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو أمامَ محكمة الرُّبع الأول

GMT 00:26 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

«بيت من الديناميت» ووهم الأمن الأميركي

GMT 00:23 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

مسلة فرعونية مقابل ساعة ميكانيكية!

GMT 00:20 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت باردو.. «وخلق الله المرأة»!

GMT 00:17 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

صُباع الزمّار في لندن

النجمات يتألقن بلمسة الفرو في الشتاء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:07 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026
المغرب اليوم - رحلة سياحية لاكتشاف فرنسا بعيون جديدة في عام 2026

GMT 23:07 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو
المغرب اليوم - زيلينسكي ينفي استهداف مقر بوتين وماكرون يكذب موسكو

GMT 08:10 2025 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026
المغرب اليوم - نباتات تضيف لمسة طبيعية إلى ديكور منزلكِ في 2026

GMT 19:02 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:57 2019 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

احتفال رسمي بمناسبة عودة أول رائد فضاء إماراتي

GMT 03:00 2019 الأحد ,03 شباط / فبراير

جهاز مبتكر يُجفّف فرو الكلاب في 10 دقائق فقط

GMT 19:24 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل "عودة الروح" يعود من جديد يوميًّا على "ماسبيرو زمان"

GMT 09:03 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود لموسم دراما رمضان 2025 عقب غياب ثلاث سنوات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib