من وحى التوقيت

من وحى التوقيت

المغرب اليوم -

من وحى التوقيت

سليمان جودة
بقلم - سليمان جودة

من أعجب ما يمكن أن يقال فى التوقيت الصيفى، أن مصر فقدت بسببه واحدًا من أنجب أبنائها فى مرحلة ما قبل ١٩٥٢. إنه الدكتور عزيز فهمى الذى درس الأدب والقانون فى فرنسا، فلما رجع من دراسته جمع بين عضوية مجلس النواب، وبين المحاماة التى كان واحدًا من أعلامها، ومن أجلها ترك العمل وكيلًا للنائب العام وصار محاميًا يُشار إليه.

وفى أول مايو ١٩٥٢ كان عليه أن يذهب إلى الفشن فى بنى سويف مترافعًا فى قضية أمام المحكمة، وقد حجز تذكرته فى القطار الذاهب إلى الصعيد، ولكن فروق التوقيت بعد تقديم الساعة جعلته يتخلف عن الرحلة فاستأجر سيارة تأخذه إلى هناك.

وما كادت السيارة تصل الفشن حتى سقطت فى ترعة، فغرق الدكتور عزيز ولكن السائق نجا، وهذا ما فتح الباب أمام الكلام عما إذا كان الحادث مدبرًا من جانب الخصوم السياسيين.. ولكن ما تكرر معه كان قد حدث مع الفنانة أسمهان التى كانت فى طريقها إلى رأس البر فسقطت سيارتها فى النيل، وقيل يومها ما قيل دون تقديم دليل، ولكن النتيجة فى الحالتين كانت أننا فقدنا قيمتين فى الفن وفى الأدب والقانون معًا.

كان الدكتور عزيز من أسرة سياسية عريقة، وكان أبوه عبدالسلام فهمى جمعة، رئيس مجلس النواب فى ذلك الوقت، ولم يكن عزيز فهمى سياسيًا فقط، ولا محاميًا وكفى، ولكنه كان شاعرًا أيضًا، وعندما أصدر ديوانه الشعرى، فإن طه حسين كتب مقدمته، فكان وكأنه يقدم شاعرًا فريدًا إلى الحياة الثقافية فى المحروسة.

ورغم أنه رحل شابًا فى الثالثة والأربعين، إلا أنه عاش نجمًا فى السياسة مرة، وفى دنيا القانون مرة ثانية، وفى الشعر والأدب مرة ثالثة. وقد عاش حياته وكأنه الشاب صخر الذى رثته أخته الشاعرة الخنساء فقالت:

وإن صخراً لَتأتم الهداةُ به

كأنه عَلَم فى رأسه نا

قال طه حسين وهو يقدمه: كنتَ لا تسمعنى أقول لك إيه يا عزيز حتى ينطلق لسانك بالحديث العذب كأنه العين الصافية ينساب منها الماء بين الخمائل والرياض، أو ينطلق لسانك بالحديث كأنه البركان يقذف بالحمم ويوشك أن يحرق من حوله كل شىء.

وإذا كانت الفشن قد أخذت منا عزيز فهمى، فإنها أهدتنا الشيخ طه الفشنى الذى لا تسمعه إلا ويأسرك صوته الملىء بالشجن والجمال.

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وحى التوقيت من وحى التوقيت



GMT 12:05 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ما هذا يا دكتور أشرف؟!

GMT 17:51 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 17:49 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

عن الصور والمصورين.. والشخصيات العامة

GMT 17:45 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 17:43 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 17:41 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 17:37 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 17:33 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم
المغرب اليوم - عباس عراقجي يرى أن المقاومة ليست مجرد سلاح بل تمثل قوة ناعمة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib