السعودية محاولة ضبط الفوضى

السعودية: محاولة ضبط الفوضى

المغرب اليوم -

السعودية محاولة ضبط الفوضى

عبدالرحمن الراشد

هل يمكن للقرارات السعودية الأخيرة التي حملت نبرة تهديد عالية، وتسمية الجماعات المستهدفة، وجمعت كل مَن له نشاط ميداني عدائي في سلة واحدة، أن تنهي مشكلة استخدام السعودية والسعوديين، ناسا ومالا ومؤسسات؟ باسم تحفيظ القرآن، باسم الجهاد، باسم نجدة المظلوم.. كانت تدار مجاميع مختلفة بعضها لها مشاريع سياسية، ومعظمها تنظيمات مسلحة، العنف جزء من منهجها، وهي تعلن عن نشاطات خارجية ضد أعداء هم الغير، لكن في الحقيقة الهدف النهائي هو السعودية. بسبب تكرارها، مرة ضد الصرب، وأخرى ضد الأميركيين، وثالثة في الصومال، ورابعة في بورما، وخامسة ضد الأسد في سوريا، لم يعد هناك مجال للتشكيك في أنها هي نفسها، وهدفها الأخير واحد. لم تعد هناك حاجة للجدال حول صحة الاتهامات ضد هذه الجماعات، التي نجحت في تضليل الناس، حيث تدّعي براءتها، مدعية أنها ضحية للعداء للإسلام، وما يقال عن نشاطاتها السياسية أكاذيب، وبعضها تعترف بتسلحها وعنفها، لكنها تزعم أنه موجه ضد الغير والعدو. لم تبق كذبة إلا وانطلت على معظم السعوديين، عامة ومثقفين، ومع مرور السنين افتضحت، حيث لا علاقة للإسلام أو المسلمين بشيء مما يفعلون. آخر استخدامات حجة الدفاع عن المسلمين ما تفعله «جبهة النصرة» و«داعش» المتصلتان بتنظيم القاعدة. لقد قام العديد من الموالين لهما، وكذلك العديد من المغفلين، بجمع الأموال وتجنيد الرجال والدعاء لهذه الفئة في المساجد بحجة نصرة المظلومين في سوريا. وبعد أشهر عرف الجميع أنها جماعات إرهابية لا تقل شرا عن شقيقاتها بتنظيم القاعدة والتي عاثت حربا ضد المدنيين في المنطقة من قبل. لا علاقة للسوريين المظلومين بما تفعله «داعش» و«جبهة النصرة» سوى استغلال الفوضى للاستيلاء على مناطق منهارة أمنيا، واستغلالها كمراكز تجمع تدريب وبناء تنظيم عسكري يهدد السوريين والسعوديين وبقية دول المنطقة، ولم تشكلا خطرا على نظام الأسد أو إيران أو إسرائيل قط. في البداية كانت رسائلهم الإعلامية وكذلك في وسائل التواصل الاجتماعي محصورة في الحديث عن طلب الدعم من أجل سوريا والسوريين، والآن بوضوح وصراحة تتحدث عن الانطلاق لاحقا ضد السعودية وغيرها. ولهذا نحن لا نستغرب أن مَن يدعم هذه الجماعات دول على خلاف مع السعودية، وليس لسوريا علاقة بتسليحهم أو تجنيدهم. السؤال الآن: ألا يجب تجريم كل النشاطات التي تؤدي لمثل هذه النتائج الخطيرة، سواء باسم الإسلام، أو المظلومين؟ رغم كثرة النداءات والتحذيرات والمطارات لم تتوقف، كل مرة نعود لنفس المربع، باسم قضية ما، ثم نكتشف أنها مجرد عنوان لعمل عدواني ضدنا. تجريم هذه الجماعات وتأسيس قواعد قانونية لمحاسبة المخالفين خط أساسي، لكن يجب ألا تغفل الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية. هؤلاء الناس أشباح، لم ولن يعترفوا بانتماءاتهم، لكن ترك التعليم والمدارس والمساجد والإعلام مفتوحة يستطيع أن يحقق لهم كل ما يرجونه، من تعاطف ودعم. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية محاولة ضبط الفوضى السعودية محاولة ضبط الفوضى



GMT 09:52 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

«لا تشكُ من جرح أنت صاحبه»!

GMT 09:48 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

أصغر من أميركا

GMT 09:44 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

ملحمة وطنية للأبطال الذين أُزهقت أرواحهم!

GMT 09:32 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

شخص واحد متعدد المواصفات

GMT 09:22 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

اختبارات ومحن مراسل أجنبي

GMT 09:15 2024 الجمعة ,03 أيار / مايو

السوداني وظلم ذوي القربى

نادين لبكي بإطلالات أنيقة وراقية باللون الأسود

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 11:13 2024 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب بحر إيجة جنوب غربي تركيا

GMT 14:58 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

ساري يؤكّد أن مستوى لاعبيه أمام "ليستر" الأفضل

GMT 11:20 2023 الثلاثاء ,16 أيار / مايو

توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 16 مايو/ أيار 2023

GMT 18:27 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

المغرب يُخطّط لإنتاج الغاز من حقل العرائش ابتداء من 2024

GMT 03:16 2018 الخميس ,06 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة الجمباز للمرحلة الأساسية في شمال غزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib